برلين (زمان التركية)ــ قال تقرير أعده موقع (عنب بلدي) إن تركيا في موقف لا تحسد عليه، بعد تقدم قوات النظام السوري في درعا، وأنظارها حاليا على إدلب، التي نشرت فيها تركيا 12 نقطة مراقبة بموجب اتفاق “أستانة” وتدعم فيها فصائل معارضة. ونقل التقرير رأي محللين سياسيين مضطلعين على الشأن التركي.
في حديث مع المحلل المطلع على الشأن التركي، ناصر تركماني الأربعاء 18 من تموز الماضي، اعتبر أنه لو كانت هناك إرادة تركية بالتخلي عن إدلب والمعارضة السورية منذ البداية لما دخلت المحافظة وأقامت نقاط المراقبة.
وقال لموقع (عنب بلدي) إن الانسحاب من إدلب سيرسل رسائل خاطئة للأطراف المنافسة والمعادية لأنقرة، وهذا ما لا تريده.
لكنه رأى أن الوضع الخاص بالمحافظة “صعب ولا يوجد تجانس وتفاهم بين المكونات السياسية والعسكرية المسيطرة على المنطقة، لذا بين الفينة والأخرى تشهد المنطقة اشتباكات وصراعات عسكرية”.
وفي آخر التصريحات التركية حول إدلب، عبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن قلقه من استهداف المدنيين في المحافظة.
وأكد في اتصال مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أن “تقدم قوات النظام نحو محافظة إدلب بطريقة مماثلة لما حصل في درعا يعني تدمير جوهر اتفاق أستانة”.
وبحسب تركماني، تقلق الصراعات العسكرية في إدلب أنقرة وبقية الأطراف الدولية، إضافة لوجود جهات غير مقبولة دوليًا.
وأوضح أن الحديث يتركز الآن على كيفية تحقيق استتباب الأمن وإبعاد العناصر المتطرفة عن المنطقة، ولو أن أنقرة تريد تحقيق هذا الهدف بالحوار والتفاهمات.
وشهدت إدلب في الأشهر الماضية اقتتالًا بين “هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا”، المشكلة من “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”حركة نور الدين الزنكي”.
وعقب الاقتتال، دخلت المحافظة في حالة من الفلتان الأمني، ربطتها “تحرير الشام” بخلايا تتبع لتنظيم “الدولة الإسلامية”، قتلت العشرات من المدنيين والعسكريين.
خياران لتركيا
إلى ذلك اعتبر المحلل السياسي المطلع على الشأن التركي إسماعيل كايا، أن أنقرة تجد نفسها اليوم أمام استحقاق كبير متمثل في التوصل إلى تفاهمات نهائية مع روسيا حول وضع إدلب أو مواجهة هجوم عسكري شامل عليها، وهو أسوأ السيناريوهات الذي لا ترغبه تركيا إطلاقًا.
ورغم أن توافقات المرحلة المقبلة بين تركيا وروسيا في إدلب غير واضحة أو معلنة، رأى كايا، في حديث سابق لعنب بلدي، أن تركيا باتت أمام مواجهة “خيارين أحلاهما مر”، ويتمثلان باتخاذها خطوات عملية عسكرية على الأرض لمحاربة “تحرير الشام” أو مواجهة هجوم عسكري روسي كبير يؤدي إلى مذابح ومئات القتلى، إلى جانب خطر هروب أكثر من ثلاثة ملايين مدني إلى الشريط الحدودي.
وكان لتركيا الدور الأكبر في تشكيل “الجبهة الوطنية للتحرير”، والتي تتلقى دعمًا عسكريًا وماليًا أساسيًا منها، وتحاول من خلالها البدء بهيكلية عسكرية جديدة لإدلب.
وفي مطلع العام الحالي قالت مصادر عسكرية لعنب بلدي إن فصائل “الجيش الحر” العاملة في محافظة إدلب تلقت من الحكومة التركية دعمًا ماليًا بديلًا عن الدعم الأمريكي، في خطوة لتشكيل “جيش وطني” جديد بعد نشر نقاط المراقبة التركية، والذي من المرجح أن يدخل بمواجهات عسكرية لإنهاء نفوذ “تحرير الشام” في المحافظة في حال رفضها لحل نفسها بشكل كامل.