أنقرة (زمان التركية) – قال كاتب صحفي تركي إن الأجهزة الاستخباراتية تتخذ إجراءات فعلية حاليًا بالتعاون مع رئاسة الشؤون الدينية لشنّ حملات على الجماعات الدينية والطرق الصوفية التي وصفها بغير “الوطنية” بعد القبض على عدنان أوكتار المعروف باسم “هارون يحي” وأتباعه.
وشهد الأسبوع الماضي شن حملة أمنية ضد جماعة عدنان أوكتار الذي يلقب نفسه بـ “الداعية” وتشارك نساء بالرقص في برنامجه الذي كان يبث مباشرة عبر قناته الخاصة تحت اسم “اللقاء الديني”.
واعتقلت قوات الأمن أكثر من مائة شخص أغلبهم من النساء وعدنان أوكتار الملقب بهارون يحيى، حيث وجهت لأوكتار تهم منها تأسيس تنظيم إجرامي والتحرش الجنسي، ووصودرت شركاته وممتلكاته.
وخلال الأشهر الماضية شنت قوات الأمن حملة على جماعة دينية “سنية” تعرف باسم وقف الفرقان، إذ أسفرت الحملة عن اعتقال زعيم الجماعة ألب أرسلان كويتول والعديد من أعضاء الجماعة بجانب مصادرة الحكومة لجميع ممتلكات الجماعة.
وفي حديثه مع صحيفة (خبرترك) زعم الكاتب الصحفي نوزاد تشيتشيك أنه سيتم تصفية من يستغل الدين تحت مسمى جماعة دينية أو طريقة صوفية أو وقف أو جمعية في تركيا ويعملون كآلة لتحقيق أهداف القوى الخارجية ويهددون الأمن القومي ويقضون على المصادر الصحيحة للدين ويعملون على فرض رؤيتهم ولا يعودون بالنفع على البلاد أو الشعب.
وأضاف تشيتشاك المعروف بقربه للحكومة التركية أن المخابرات تتحرى عن كل الجماعات والطوائف الدينية في تركيا؛ لأنه يصعب التحكم فيهم عند انتشارهم في المجتمع بصورة أكبر من ذلك.
وقال تشيتشاك إن الدولة لن تسمح لأي جماعة أو طائفة دينية بالتوغل داخل مؤسسات الدولة في تركيا.
خطة تصفية المجوعات الإسلامية في تركيا
هذه التصريحات أعادت للأذهان ما قاله كل من زعيم حزب الوطن العلماني اليساري الطوراني “دوغو برينتشاك” الذي سبق أن حبس في قضية عصابة أرجنكون الإجرامية والمفكر المتخصص في الفكر الإسلامي والحركات الإصلاحية علي بولاج المفرج عنه مؤخرا بعد عامين من الحبس في إطار تحقيقات الانقلاب الفاشل منذ بداية اندلاع الأزمة بين رائد حركة الخدمة فتح الله كولن والرئيس رجب طيب أردوغان.
كان برينتشاك أعلن حربًا على أردوغان عند خروجه من السجن عام 2014، عقب “تحالف ضروري” بينهما، بعد ظهور فضائح الحكومة في 2013، حيث قال: “خرجنا من السجن كالسيوف المستلة من أغمادها، وسنقضي على كل الجماعات والطرق الإسلامية في تركيا وسنجتثها من جذورها. كما سنهدم الحكومة التي تريد تقسيم تركيا، وسنمزق سلطة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وسلطة الرئيس عبد الله جول وفتح الله كولن”، على حد قوله.
وقال برنتشاك في تصريحات أدلى بها لمجلة “نقطة” الإخبارية الأسبوعية في عام 2015 إن الرئيس أردوغان تم الاستيلاء عليه من جانب “القوى الوطنية”، قاصدًا بعبارة “القوى الوطنية” قادةَ وأنصار التيار القومي العلماني الطوراني المتشدد (Ulusalcılar)، الذين ينتمون إلى حزب الوطن، امتداد الحزب الاشتراكي وحزب العمال القديمين، بصورة أساسية، والذين يعتبرون أنفسهم “حراس الدولة التركية”، على حد وصفهم.
برينتشاك: ليس لأردوغان كوادر في أجهزة الدولة
وأعلن برينتشاك في حوارٍ أجراه معه موقع “روتا” الإخباري في عام 2015 أيضًا أنهم من وضعوا “مشروع القضاء على حركة الخدمة” وليس حزب العدالة الحاكم والرئيس أردوغان، وأكد أنهم يستهدفون القضاء على كل الجماعات الإسلامية أصلاً، لكن أولويتهم هي القضاء على حركة الخدمة. وشدّد على أن العمليات الأمنية، التي تستهدف الخدمة ومؤسساتها التعليمية والخيرية، يتمّ تنفيذها في إطار البرنامج الذي وضعوه. وأفاد بأن الرئيس أردوغان انضمّ إلى صفّهم في مسألة فتح الله كولن، وأن أردوغان هو الذي تبنّى برنامجهم في هذا الصدد، وليسوا هم من ذهبوا إليه وتبنوا برنامجه.
وأعاد برينتشاك هذه التصريحات بعد الانقلاب الفاشل أيضًا، على شاشات القنوات، ولفت إلى أنهم من أعدوا قائمة الأسماء الواجبة تصفيتها من الجيش وأجهزة الدولة الأخرى. إذ أكد في اجتماع عقده مع كبار المسئولين الإيرانيين بطهران حول التصفيات الشاملة في الجيش وأجهزة الدولة الأخرى أنهم مَنْ أعدوا قوائم الأسماء التي تمت تصفيتها وأنهم استطاعوا تصفية “30 ألف جنرال/وعسكري كانوا موالين للناتو” بعد الانقلاب الفاشل. بمعنى أن برينتشاك يعترف من “إيران” بأنهم قاموا بتصفية الجنرالات والضباط الأتراك الموالين للناتو بعد هذا الانقلاب المدبر بفضل لافتة “جريمة الانتماء إلى منظمة فتح الله كولن” الجاهزة من جانب، ويفتخر من جانب آخر بأنهم عينوا مكانهم الجنرالات والضباط الموالين للمعسكر الأوراسي، ممن كانوا حوكموا سابقًا في قضية أرجنكون بتهمة التجسس العسكري وتسريب وبيع “الوثائق السرية للأمن والجيش التركي، إلى ستّ دول بينها إسرائيل واليونان”.
“سيأتي الدور على المجموعات الأخرى”
أما الكاتب والمفكر المتخصص في الفكر الإسلامي والحركات الإصلاحية علي بولاج فكان قال بُعيد نشوب خلاف بين حركة الخدمة وأردوغان في عام 2013 “إن عملية القضاء على نظام الوصاية والدولة العميقة (أرجنكون) بدأت تتجه اليوم في الاتجاه المعاكس بعد أن بدأت سنة 2002 (بوصول أردوغان إلى الحكم). ومع أن ’البؤرة البيرقراطية العميقة‘ أو الدولة العميقة تدّعي اليوم (2014) أن ما يسميه ’الكيان الموازي‘ رتّب مؤامرة ضدها عبر قضايا أرجنكون وباليوز وجيتام، إلا أنها من تحيك اليوم فعلاً ’مؤامرة حقيقية‘ لكل الجماعات والحركات الإسلامية في تركيا وبمهارة فذة. الهدف الأول هو ’حركة الخدمة‘ باعتبارها لقمة صعبة، ثم سيليها حزب العدالة والتنمية نفسه، ثم يعقبه الجماعات الإسلامية الأخرى واحدة تلوى الأخرى، باعتبارها لقمة سهلة. صدقوني، ولا يساورنّكم أدنى شك في ذلك، فإنه سيتم أكل الثور الأصفر أولاً، ثم الثور الأبيض، ثم الثور الأسود”.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي:
Türk yazar Erdoğan, cemaat ve tarikatlara operasyon hazırlığında