القاهرة (زمان التركية)ــ أعدت صحيفة (المواطن) المصرية تقريرًا تاريخيًا، يبرز الدور البارز للجيش المصري، في دعم الجيش العثماني خلال القرن 19 والذي ساهم في تثبيت حكم الخلافة في تركيا.
وجاء في التقرير: أعلنت الدولة العثمانية الحرب على روسيا خلال القرن التاسع عشر، وأرسلت قسمًا من أسطولها البحري إلى ميناء “سينوب” على البحر الأسود، وكان يتألف من ثلاث عشرة قطعة بحَرية بقيادة “عثمان باشا”، ثم وصلت إلى الميناء بعض القطع البحرية الروسية من هذه السنة بقيادة “ناخيموف” قائد الأسطول الروسي، لتكشف مواقع الأسطول العثماني، وتعرف مدى قوته، وظلت رابضة خارج الميناء، محاصرة للسفن العثمانية، وأرسل ناخيموف إلى دولته لإمداده بمزيد من القطع البحرية، فلما حضرت جعل أربعًا من سفنه الحربية خارج الميناء؛ لتقطع خط الرجعة على السفن العثمانية إذا هي حاولت الهرب.
توقع “عثمان باشا” غدر الأسطول الروسي، أمر قواده وجنوده بالاستعداد والصبر عند القتال، على الرغم من تعهُّد نيقولا قيصر روسيا ووعده بعدم ضرب القوات العثمانية إلا إذا بدأت هي بالقتال، لكن القيصر حنث في وعده؛ إذ أطلقت السفن الروسية النيران على القطع البحرية العثمانية التي كانت قليلة العدد وضئيلة الحجم إذا ما قورنت بالسفن الروسية، وذلك في 28 صفر من هذا العام، وأسفرت المعركة عن تدمير سفن الدولة العثمانية، وقتل أكثر بحارتها. وقد أثار هذا العمل غضب فرنسا وإنجلترا، فقررتا الدخول في حرب ضد القيصر الروسي إلى جانب السلطان العثماني، واستمرت نحو عامين، وهي الحرب المعروفة بـ”حرب القرم”.
مشاركة الجيش المصري كانت معززة لتثبيت حكم الخلافة في تركيا، فوفق 20 كتاباً عن حرب القرم فالقرم كانت تابعة بدءاً من 1475 للإمبراطورية العثمانية التي حل فيها الضعف مع الزمن، فاستغل الروس أمراضها وانقضوا محتلين شبه الجزيرة في 1771 بالكامل، وضموها إلى الإمبراطورية الروسية التي شمرت عن ساعديها أكثر بعد 80 عاما، فزحف جيشها زمن القيصر نقولا الأول في 1853 على ما هو مولدوفيا ورومانيا الآن، مشعلا أخطر فتيل، وهو “حرب القرم” زمن السلطان عبد المجيد الأول.
وأسرع السلطان إلى تشكيل تحالف دولي من أصدقاء الإمبراطورية العثمانية وولاتها، وأشهرهم كان عباس باشا الأول، والي مصر، فأسعفه بأسطول من 12 سفينة حربية، فيها 642 مدفعا و6850 جنديا بقيادة الأدميرال حسن باشا الإسكندراني، ومده أيضا بقوات برية من 20 ألف جندي و72 مدفعا بقيادة الفريق سليم فتحي باشا.
وشاركت القوات البرية المصرية بأواخر 1853 في معارك من الأشرس عند نهر الدانوب، فيما مضى الأسطول المصري ليناور عند سواحل القرم، وعلى سارياته أعلام الإمبراطورية العثمانية، بانتظار بدء القتال، وبعدها بأقل من 6 أشهر انضمت فرنسا وبريطانيا إلى تركيا ضد الروس، وبدأت “حرب القرم” بشكل خاص على احتلال مدينة “سباتسبول” التي حاصرها التحالف بدءا من سبتمبر 1854 طوال عام كامل حتى استولى عليها واستعادها من احتلال روسي دام 80 سنة.
هناك 7 حقائق طبقا للمراجع المصرية والتركية والوثائق العسكرية التي نُشِرت قبل 4 سنوات عن هذه الحرب.
وكان مفادها ما يلي:
ـ شارك الجيش المصري برياً مع الخلافة في معارك بالقرب من نهر الدانوب
ـ خاض الأسطول البحري المصري معارك قوية عند ساحل القرم وكان يرفع الأعلام العثمانية
ـ شكل الجيش المصري تحالفا مصرياً بريطانيا فرنسياً عثمانياً كان بقيادة الجنرال منتشيكوف واندلعت “معركة ألما” عام 1854 وخسرت روسيا
ـ عاد الأسطول إلى الاستانة “وأثناء عودته غرقت بارجتان مصريتان في البحر الأسود، وفقدت البحرية المصرية 1920 بحارا، ونجا 130 فقط”
ـ دولة الخلافة طلبت 10 آلاف جندي من مصر كنجدة، إلا أن الوالي المصري عباس باشا الأول أرسل 15 ألفا، وأضاف إليهم قوة بحرية قام بإعدادها والي الإسكندرية إبراهيم باشا الألفي، مكونة من 3 سفن حربية و3 فرقاطات و4 زوارق.
ـ القوات البرية المصرية، شاركت بالدفاع عن مدينة “سيليستريا” في شمال شرق بلغاريا من 11 مايو إلى 22 يونيو 1854 وصدت هجمات الروس عليها، موقعة 2000 قتيل منهم ليلة 28 مايو وحدها
ـ خسرت مصر 2500 شهيداً سنة بين أكتوبر 1853 و فبراير 1856 دفاعا عن الخلافة التي استمرت حتى عام 1924 م.