أنقرة (زمان التركية) –خلال فترة التسعينات التي ترأس فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلدية إسطنبول كان قد أفاد أن الديمقراطية من وجهة نظره ما هي إلا قطار يترجل منه راكبه في المحطة التي يرغب الوصول إليها. والآن بلغ أردوغان ذو الـ 64 عاما هدفه ويبدو انه حان موعد ترجله من قطار الديمقراطية.
وبعد أن حقق أردوغان هدفه في الانتقال إلى نظام الحكم الرئاسي بحلفه اليمين الدستورية، بات مسلحًا بصلاحية الإدارة المطلقة للبلاد بفضل القرارات الرئاسية التي يصدرها بصفته رئيس الدولة ذو الطلاحيات التنفيذية المطلقة. فلم يعد هناك أي أهمية للبرلمان في نظام الحكم الرئاسي الجديد، حيث يتولى أردوغان صلاحية تعيين وإقالة الوزراء والقضاة والمدرسين. لذلك لن يكون الـ 18 ألف شخص الذين فصلهم عن وظائفهم مطلع الأسبوع الجاري قبل أن يحلف اليمين هم آخر من يتم عزلهم.
ليس بإمكان أردوغان تحقيق خططه إلا باستخدام القبضة الحديدية، ففي حال تراخيه سيبتعد عن إدارة البلاد وهو يعي ذلك جيدا.
ويعد الأمر بداية عصر مظلم للديمقراطيين الأتراك، فحتى اليوم لم يظهر أمامهم منافس قوي مثل أردوغان، لكن على الرغم من استشعارهم الهزيمة عقب الانتخابات الأخيرة التي خسروها فإن الديمقراطيين الأتراك سيعيدون اكتشاف قوتهم قريبا.
ويرى المراقبون الأوروبيون أنه يتوجب على ألمانيا وأوروبا عدم ترك الديمقراطيين الأتراك بمفردهم وإبقاء أبوابها مفتوحة أمام الهاربين من النظام في تركيا وزيادة الضغوط السياسية على أنقرة.
في الوقت الراهن كان قرار الاتحاد الأوروبي صائبا حينما قام بإنهاء مباحثات تجديد اتفاقية الاتحاد الجمركي. وبهذا المنوال قد تنتهي مفاوضات العضوية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، إذ لم تعد هناك أي أهمية فعلية لهذه المفاوضات بعد الآن.