القاهرةــ تقرير: محمد أبو سبحةــ (زمان التركية) – في احتفال أسطوري بدأ اليوم الاثنين في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، بعد أن حلف رجب طيب أردوغان اليمين الدستورية أمام البرلمان رئيسا لدولة تركيا، سينصب أروغان على رأس الدولة لولاية مدتها 5 سنوات، ليواصل تواجده على قمة هرم السلطة الذي صعده قبل 15 عامًا.
ويدخل أردوغان القصر الرئاسي برفقة اتحاد الفرسان وتستقبله فرقة المهتر بالنشيد العثماني، بينما يتم إطلاق 101 طلقة تحية لأردوغان أثناء دخوله القصر الرئاسي بالتزامن مع إطلاق القوت البرية والبحرية والجوية 101 مدفعًا تحية له أيضًا.
ويشارك في هذا الحفل الأسطوري نحو 10 آلاف شخص، بحضور قادة 22 بلداً، ورؤساء حكومات وبرلمانات 28 دولة.
وتعزف الأوركسترا الرئاسية وجوقة الموسيقى الكلاسيكية الرئاسية والفرقة الموسيقية العسكرية وفرقة المهتر الألحان طوال الحفل.
وسيتولى نحو 10 آلاف شرطي تأمين العاصمة أثناء حفل التنصيب، بينهم قوات خاصة وعناصر شعبتي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، وقوات مكافحة الشغب، ومتخصصين في إبطال مفعول المتفجرات، وعناصر شرطة المرور.
تحقق أمنية نجل أردوغان
وفي أجواء احتفالية وبذخ فاحش لا يتوافق مع الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا، تحققت تصريحات بلال نجل الرئيس التركي التي أطلقها قبل شهر، على أرض الواقع .
وخلال حفل إحياء الذكرى المئوية لوفاة السلطان عبد الحميد الثاني آخر السلاطين في مارس/ أذار الماضي، كان بلال أردوغان تحدث عن وجود نقاط تشابه بين فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني وعهد والده رجب طيب أردوغان، مفيدًا أن أعداءه التهموا السلطان عبد الحميد غير أنهم لن يسمحوا بالتهام أردوغان، على حد تعبيره.
وبينما لا تزال الليرة التركية تعاني تراجعًا حادًا منذ أشهر أمام العملات الأجنبية، وفقدان قيمتها السوقية، سيتم إهداء الحضور ليرة تذكارية أصدرتها دار صك العملة منقوش على وجهها الخلفي القصر الرئاسي ومشاهد احتفالية، كما يُطرح جزء من هذه العملات للجمهور، بجانب طوابع بريدية تذكارية.
الجمهورية الثانية
ومع تطبيق نظام الحكم الرئاسي في تركيا بدلا من البرلماني، يرى أنصار أردوغان أنه سيبدأ عهدا جديدا يسمونه “الجمهورية الثانية” يتجه فيه أردوغان إلى إقامة دولته الأخرى التي عمل على إنشائها بجانب دولة مصطفي كمال أتاتورك طوال السنوات الـ15 الماضية، لكنه على العكس ممن ظل يقلده طوال سنوات حكمه، سيعمل على إخلاء تركيا من أي رمز علماني وفي مقدمتهم أتاتورك، مع أنه أقسم على أنه سيحافظ على مبادئ أتاتورك العلمانية!
وكان مراقبون توقعوا ألا تكون عملية تغيير النظام السياسي في تركيا أكثر من مقدمة لمحو كل رموز العلمانيين من تاريخ تركيا، وفي طليعتهم كمال أتاتورك. وهم يرون أيضاً أن أردوغان متجه إلى بناء دولة جديدة مستوحاة جذورها من حكايات سلاطين الإمبراطورية العثمانية، وأنه يحاول تقليد الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي صوّت له أعضاء المجلس الأعلى بأن يبقى رئيساً مدى الحياة.