كركوك (زمان التركية)ــ يومًا بعد يوم أصبحت مقبرة الشهداء العثمانيين ومقام النبي دانيال في جامع قلعة كركوك التاريخية بمدينة كركوك شمال العراق، في حالة يُرثى لها.
تحمل المقبرة العثمانية على عاتقها مسؤولية تاريخية عظيمة إذ أنها تضم مقابر وشواهد للجنود والضباط الشهداء العثمانيين الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الأولى، ويقع بجانبها مباشرة جامع قديم على وشك الانهيار بسبب انعدام الرعاية والصيانة الدورية.
وكثرت وتوالت الشكاوى من الوافدين لزيارة قبر النبي دانيال، بسبب الحالة المؤسفة التي وصل لها الجامع بسبب الإهمال، إلا أن كل تلك الشكاوى كانت دون جدوى.
ويتهم الأهالي بحسب تقرير خاص نشره موقع (gazete2023) التركي، المسؤولين بالإهمال والتقصير، محذرين من أنه في حالة عدم اتخاذ التدابير اللازمة فإن هذا قد يؤدي إلى انهيار جامع النبي دانيال.
وبالرغم من عملية الترميم التي أجريت عام 2009 من قبل الجبهة التركمانية في العراق بالتعاون مع القنصلية التركية في الموصل، إلا أن الأحجار المستخدمة في بناء القبة الخاصة بالجامع تتساقط واحدة تلو الأخرى. وأصبح الجامع محط شكاوى الزائرين بسبب جدرانه التي فقدت لونها ودهانها.
وطالب الزوار بإعادة ترميم المسجد والمكان المحيط به والمقابر بشكل يتناسب مع قيمته، مؤكدين على ضرورة رد الدين وأداء الواجب تجاه الراقدين في ذلك المكان.
وأوضح المسئول عن جامع النبي دانيال، دانيال يلماز سيلاف، أنه لا أحد يبالي بقلعة كركوك التاريخية التي يعود تاريخها إلى 4 آلاف عام، مشيرًا إلى أن الإهمال سيكون سببًا في انهيار المعالم الأثرية الموجودة داخل القلعة.
وقال سيلاف: “لا أحد يهتم بترميم هذا المكان سواء البلدية أو الولاية أو حتى مديرية الآثار. الأمطار تتساقط مباشرة إلى داخل الجامع. هناك شروخ وصدوع في المئذنة.
وإن استمر الوضع على ما هو عليه سينهار ذلك الأثر التاريخي. وكما ترون هناك مقابر خاصة بالضباط العثمانيين. ما هو السبب وراء هذا الإهمال؟ لماذا لا يبالي أحد ولا يهتم أحد بمقبرة شهداء الدولية العثمانية والجامع المجاور لها؟”.
وأوضح أحد الزوار يدعى أركان جميل أنه يأتي إلى هنا في نهاية كل أسبوع ولكنه آسف على الحال الذي وصل إليه المكان، متعجبًا من مدى الإهمال الذي يصيب المعالم الأثرية في بلاده بالرغم من كونها دولة غنية.
ويؤكد أحد الزوار وهو من أصول كردية يدعى محمد بير خضري أن قلعة كركوك التاريخية هي رمز للأخوة، قائلًا: “إن قلعة كركوك هي رمز للشعب. إنها قلعة الأخوة. لا أستطيع فهم سبب الإهمال بمثل هذا المكان بهذا الشكل. يأتي العرب والأكراد والتركمان لزيارة هذا المكان. هذا المكان لا يخص طائفة بعينها وإنما أثر مشترك لنا. علينا أن نقف جميعًا وراء هذا الأثر. فإننا نصلي هنا جميعًا في جو أخوي، وندعو الله معا. لا بد من تدخل عاجل لإنقاذ هذا المكان”.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي:
Kerkük’teki Osmanlı Askerleri Şehitliği ve Camisinin Hali İçler Acısı (Özel)