برلين (زمان التركية) – قال عنصر في تنظيم “داعش” الإرهابي يعتقد أنه قيادي بالتنظيم، إن هناك علاقة بين داعش والسّلطات التركية وأن التنظيم أنشأ شبكات لتجنيد الأجانب لصالح التّنظيم في سوريا متخذًا تركيا مقرًا له بحسب اعترافات أدلى بها لقوات سوريا الديمقراطية (الكردية) في شمال سوريا.
وقال عضو داعش ويدعى “رازي كراديك مكسيمو” وهو يحمل جنسية أذربيجان ان هناك علاقات تّجارية بين التنظيم وتركيا من خلال تهريب النفط من العراق وسوريا إلى تركيا. بحسب وكالة k24 الكردية.
وبحسب الوكالة قال “مكسيمو” إنّه عندما سمِع بوجود الخلافة ومن خلال اتصالاته التحق بالتنظيم .
وحول دوره في التنظيم، قال “عملتْ كمقاتل عادي بإحدى نقاط السّيطرة التّابعة لتنظيم داعش في سوريا” بينما قالت قوات سوريا الديمقراطية للوكالة إن “رازي كراديك مكسيمو قائد في تنظيم داعش تولّى مسؤوليات في مدينتي الميادين والرّقة بسوريا خلال الفترة الماضية”.
وأوضح المعتقل لدي القوات الكردية أنّه “أجرى اتصالات بأشخاص في تركيا يتولّون عملية تجنيد الأجانب ونقلهم إلى سوريا، وتم نقله بهذه الطريقة من إسطنبول إلى سوريا خلال 24 ساعة وأن النّفط الذي كان تنظيم داعش يسيطر عليه في العراق وسوريا كان يتم بيعه إلى تركيا عن طريق الجيش السوري الحر، كما كان التنظيم يبيع كميات من النّفط الخام للسلطات السورية” وأضاف “أصعب المعارك التي شاركتْ بها هي معركة كوباني –عين العرب شمال سوريا- ولولا تدخل الطيران -التابع للتحالف- لكان من الصّعب حسم المعارك” لصالح القوات الكردية.
وتنفي تركيا على الدوام دعم الجماعت المسلحة في سوريا؛، لكن التعاون مع مسلحي المعارضة في سوريا بات واضحًا خصوصًا في شمال سوريا بعد عملية “درع الفرات” العام الماضي و”غصن الزيتون” التي أسفرت في مارس/ أذار الماضي عن السيطرة على منطقة عفرين شمال سوريا.
وقبل أربعة أعوام شك مدعون عموم أتراك في شاحنات متوجهة من تركيا إلى سوريا من المفترض أن تكون تحمل مواد غذائية، لكن عقب تفتيش الشاحنات في محافظتي هاتاي واضنة (جنوب) قرب الحدود السورية في يناير/ كانون الثاني العام 2014 عثرت قوات الدرك على عناصر تابعة للاستخبارات التركية وأسلحة مخبأة تحت كراتين الأدوية. وقد أثارت القضية جدلا كبيرا، واعتقلت السلطات على إثرها أربعة مدعين عامين وضابط في الجيش وجردتهم من وظائفهم، بتهمة “الكشف عن أسرار الدولة”.
قصة شاحنات المخابرات المحملة بالأسلحة
في 19 يناير/ كانون الثاني 2014 شهدت مدينة هاتاي الحدودية حادثة مدوية صادمة للشارع التركي والدولي عندما نفذت قوات الشرطة بالتعاون مع قوات الدرك عملية بأمر النيابة العامة ضد ثلاث شاحنات كبيرة تابعة للمخابرات محملة بالأسلحة والصواريخ في طريقها إلى الأراضي السورية. حاول أردوغان في البداية التستر على الحادثة، ونفى إيقاف الشاحنات من قبل الجيش، وكذب كونها تابعة للمخابرات، مدعيًا أنها شاحنات مساعدة تابعة لهيئة الإغاثة الإنسانية (IHH)، ثم اضطر إلى القبول عقب نشر الوثائق الخاصة بها، وزعم هذه المرة أن الحمولة كانت مساعدات إنسانية وليست أسلحة. لكن بعد ثلاثة أيام (21 يناير/ كانون الثاني) نشرت صحيفة “آيدينليك” الموالية لأرجنكون الصور الفوتوغرافية لحمولة الشاحنات لتكشف أن “المساعدات” المزعومة عبارة عن صواريخ. ثم نشرت صحيفة جمهوريت في 29 مايو/ أيار 2014 مقطع فيديو يزيح الستار عن ملابسات إيقاف شاحنات المخابرات والأسلحة بداخلها.
ساق أردوغان ومسئولون حكوميون مزاعم مختلفة بل متناقضة لما كانت تحويه تلك الشاحنات، حيث ادعى أردوغان في 24 يوليو/ تموز 2014 أن الشاحنات كانت تحمل مساعدات إلى التركمان، وهذا كان رأي رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو ووزير الداخلية الأسبق “أفكان علاء” أيضا. لكن “ياسين أقطاي”؛ نائب رئيس حزب العدالة والتنمية وأحد مستشاري أردوغان، صرّح بأن الشاحنات كانت محملة بالأسحة ومتجهة إلى الجيش السوري الحر. بينما أنكر “إبراهيم كالين”؛ كبير مستشاري أردوغان والمتحدث باسم الرئاسة تلك التصريحات، زاعما أن المخابرات لم ترسل أبداً شحنات أسلحة إلى أي مجموعة من المجموعات المعارضة المقاتلة ضد النظام السوري. ثم خرج عضو حزب الحركة القومية السابق الذي تسلم فيما بعد منصب نائب رئيس الوزراء طغرول توركاش نافيًا كل هذه المزاعم ومقسمًا: “والله إن تلك الشاحنات لم تكن مرسَلة إلى التركمان أبداً”. ومن ثم خرج نائب رئيس المجلس التركماني السوري حسين العبد الله لينفي صحة كل مزاعم أردوغان في تصريحات أدلى بها في 4 يناير/ كانون الثاني قائلا2014: “لم نحصل من حكومة أنقرة على أي مساعدات مسلحة أو أي شكل من أشكال المساعدات”.
وعلى الرغم من هذه التصريحات المتناقضة، ومع أن صحيفتي آيدينليك وجمهوريت المعارضتين بشكل صارخ لحركة الخدمة هما من نشر الأخبار المتعلقة بشاحنات المخابرات، لكن أردوغان الذي بات يسيطر على معظم وسائل الإعلام قدم هذه الحادثة كدليل على وجود الكيان الموازي داخل المؤسسة العسكرية أيضا ووجد فرصة فريدة لإعداد الرأي العام لضرورة إجراء التصفيات التي كان يخطط لها منذ زمن ليعيد تصميمها لتتوافق مع المشاريع التي يريد تنفيذها على الأراضي السورية. ومن الغريب جدا أن أردوغان اتهم “جمهوريت” بالتبعية للكيان الموازي، والكشف عن أسرار الدولة، رغم أنها كانت تعتبر حركة الخدمة أشرس أعداءها طيلة تاريخها الطويل، من دون أن يتعرض لصحيفة آيدينليك رغم أنها كانت أول من نشر خبر الشاحنات قبل جمهوريت بنحو 5 أشهر.