أنقرة (زمان التركية) – فاز رجب طيب أردوغان وحزبه بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها تركيا في 24 يونيو/ حزيران المنصرم، ولكن حزب العدالة والتنمية الذي خسر الغالبية في البرلمان بدخول حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يحتاج دعم شريكه السياسي حزب الحركة القومية، للتمتع بالنفوذ داخل البرلمان، لكن كل ذلك ينفي واقع أن هناك أزمة إقتصادية لو لم تمر منها تركيا سريعا ستنهار الدولة.
وعلى الرغم من إعلان زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي دعمه لأردوغان بعد الانتخابات يرى الخبراء أنه قد يتعارض مع أردوغان في العديد من القضايا، فقبيل الانتخابات أعلن بهتشلي على قناة تلفزيونية أنه سيعارض أردوغان في حال سيره على خطى أحمد داود أوغلو في السياسة الخارجية.
وفي العام الثاني من تولي داود أوغلو منصب وزير الخارجية بدأ بتحويل السياسة الخارجية لتركيا من مفاهيم “السلام الإقليمي” و”صفر مشاكل” إلى المفهوم الذي يرى تركيا بأنها الحامي والوصي للمناطق التي كانت تحت الحكم العثماني.
التركيز على نبرة “العثمانية” المتزايد في الفترة الأخيرة والسعي لتصبح تركيا العنصر المحدد للنظام عقب الربيع العربي الذي اندلع في عام 2011 وكان له تأثير في تشكيل سياسة برجماتية بعيدة عن الإطار النظري.
أردوغان تولى إدارة حطام كبير
تولى أردوغان مرة أخرى الحطام الاقتصادي الكبير الذي سيضيق الخناق على من سيتولاه أيا كان، فالشعب منح أردوغان ما طلب من صلاحيات وأصوات انتخابية ولم يعد لأردوغان أي حجة في الفشل بعد ذلك. وإن يجد حلولا للمشاكل المتراكمة في تركيا التي تبذل جهدها لسداد أعلى معدلات الفوائد في العالم لمؤسسات دولية ويجب عليها سداد ديون بقيمة 183 مليار دولار على المدى القصير والتي غرقت في دوامة البطالة والتضخم والعجز الجاري، وغلا فإن البلاد قد لا تستطيع الانتظار حتى شهر سبتمبر/ أيلول المقبل دون أن تنهار.
ومما يدللل على ذلك، تأكيد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية محمد شيمشيك صحة الأنباء المتداولة عن بلوغ الدين الخارجي لتركيا 453 مليار دولار، وخلال الأسبوعين الماضيين طبعت تركيا من الأوراق النقدية ما يبلغ 24 مليار ليرة ودفعتها للتداول في الأسواق.
وخلال الشهر الأخير قرر البنك المركزي التركي رفع الفائدة للمرة الثانية، حيث ورفعت الفائدة السياسية بمعدل 125 نقطة لتصل إلى 17.75 في المئة، وعقب القرار الأخير لمجلس السياسات المالية بالبنك المركزي صارت تركيا رابع أعلى دولة في العالم من حيث معدلات الفائدة.
وتعد أعلى ثلاث دول في العالم من حيث معدلات الفائدة هي:
1- الأرجنتين: 40 في المئة
2- فنزويلا: 21.7 في المئة
3- إيران: 18 في المئة
4- تركيا: 17.75 في المئة
قبل الانتخابات كان أردوغان قد طالب الشعب بمنحه السلطة كي يتصدى لمعدلات الفائدة، وفي مطلع يونيو/ حزيران خفضت وكالة موديز الدولية للتصنيف الائتماني تصنيف 17 بنكا تركيا، وتراجعت التصنيفات الائتمانية لـ 19 مؤسسة مالية من بينها البنوك التي سبق تخفيض تصنيفها.
وفي مارس/ آذار الماضي خفضت موديز التصنيف الائتماني لتركيا من “Ba1” إلى “Ba2” وغيرت تقييمها للأداء الاقتصادي من “سلبي” إلى “متوقف”.
وفي تعليق منها على نتائج الانتخابات التركية أفادت صحيفة الجارديان البريطانية أن قصة أردوغان قد تتحول بسهولة إلى قصة انتقام وغطرسة مشيرة إلى مواجهة أردوغان لأزمات اقتصادية ودبلوماسية عويصة ظهرت مؤخرًا.
وتشهد تركيا ارتفاعا في معدلات التضخم وتراجعا في قيمة عملتها وبلغ أردوغان قمما عالية شعبويا لكن ذلك قد يجعل سقوطه أكثر مأساوية.
وفي تعليق منه على البيانات الاقتصادية التنبيهية خلال الفترة الأخيرة أوضح الخبير الاقتصادي ألب ألتينورس أن بيع مجموعة دوغان الإعلامية إلى مجموعة دميرورين ونقل رؤوس أموال أولكر إلى الخارج “قد يكون بمثابة استعداد للهروب”.
وأضاف ألب ألتينورس أن الحكومة وضعت 30 مليار ليرة في الودائع الحكومية قيد الانتظار مؤكدًا أن الحكومة أيضًا من الذين يترقبون الأزمة وليس الشركات الخاصة فقط.
وتعجز السلطة في تركيا عن خفض معدلات التضخم والبطالة الثنائية على الرغم من حوافزها في الوقت الذي يرتفع فيه العجز التجاري الخارجي بسرعة، كما تحقق العملات الأجنبية وفي مقدمتها اليورو والدولار أرقامًا قياسية أمام الليرة لتصبح الليرة أكثر عملة تتراجع في العالم.
وأشار ألب ألتينورس إلى عجز الميزانية والعجز الجاري والدين الخارجي بالعملات الأجنبية محذرًا من وجود ميزان اقتصادي قابل للكسر في أي لحظة.
ويرى ألب ألتينورس أنه لم يعد بإمكان الحكومة التركية ترميم هذه الهشاشة في الاقتصاد.
هذا وبالنظر إلى تحليلات الكتاب المقربين لأردوغان الخاصة بالانتخابات وفي الوقت الذي يُناقش فيه كيف سيواجه أردوغان الأزمة الاقتصادية التي تحولت إلى أنقاض يرى البعض أن المعارضة ستشكر الله عما قريب على فوز أردوغان بالانتخابات وكونه هو من يواجه هذه الأزمات بنفسه.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط الرابط التالى :
Yakında Türk muhalefeti iyi ki Erdoğan kazandı diye dua edecek