أثار منع الحكومة التركية أولمبياد اللغة التركية السنوي، عبر عدم إعطاء رؤساء البلديات والمحافظين الإذن في إعطاء التراخيص، ردود فعل مستنكرة خصوصًا من داخل حزب العدالة والتنمية.
فقد أعرب العضو المؤسِّس لحزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية السابق “يشار ياكش” عن حُزنه العميق للعوائق التي حالت دون إقامة أولمبياد اللغة التركية، الذي يُعتبر تُراثًا للأمة التركية، والذي يؤكِّد التآخي التركي، والحب والسّلام المشتركَين بين شعوب العالَم أجمع.
ومن جهته أعرب النائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية البروفيسور “نوزت يالجنتاش” عن استيائه الكبير لعدم إعطاء بعض رؤساء البلديات والمحافظين الإذن لإقامة فعاليات الأولمبياد في الملاعب والقاعات الكبيرة، كما نوَّه “يالجنتاش” بأن تعطيل إقامة مثل هذا التنظيم، الذي تفخر به الأُمَّة التركية على المستوى العالمي، سيؤدِّي إلى نتائج سلبية من الصعب تلافيها. وأضاف: “هل شاهد مواطن تركي الأولمبياد التي أقيمت في السنة الماضية ولم تدمع عيناه؟”. وشدَّد النائب البرلماني السابق على أن إغلاق المدارس والمعاهد التركية خسارة للأمة التركية، وإن تم تعطيل أنشطتها وفعالياتها كذلك، فموضوع ملء هذا الفراغ الذي ستُحدِثه سيأخذ وقتًا طويلاً، ومن الممكن أن لا يعوَّض أبدًا.
وأكد “يالجنتاش” أن الأعمال التي تقوم بها هذه المدارس والمعاهد والتي لها الفضل في تنظيم هذا الأولمبياد، ليست كأعمال الوظائف الحكومية، بل هي أعمال ترتبط بمسألة التفاني، وإن تم تعطيلها فمن الصعب جدًّا أن يحل هيكل آخر محلَّها.
وتابع البروفسور “يالجنتاش” قائلاً: “لم أستطِع أن أستوعب كيف يُمنَع الأولمبياد الذي يشارك فيه أناس تَعَلَّموا اللغة التركية”، مضيفًا أنه بمجرد علمه بعدم إعطاء الإذن بإقامتها في الأماكن التي اختيرت، قدم عرضه لاستضافة الأولمبياد على أرض مساحتها 60,000 متر مربَّع، وعلى مقربة من مدينة إسطنبول. وقال إنه يجب توشيح الداعية الإسلامي وقائد الأولمبياد “فتح الله كولن” بميدالية الشرف للجمهورية التركية.
وذكر “يالجنتاش” أنه منذ تأسيس حزب العدالة والتنمية كانت هناك دوافع تُجبره على الانفصال عنه وقد تحقق ذلك. وفيما يتعلَّق بأحداث عمليات مكافحة الفساد والرشوة في 17 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وظهور تسجيلات صوتية لبعض كبار مسؤولي الدولة التي كشفت تورُّطهم في عمليات فساد واختلاس، قال “يالجنتاش” إن التحقيق في هذه العمليات يجب أن يُطمئن الرأي العامّ من خلال إجرائها بشفافية عالية.
جدير بالذِّكْر أن سبب منع إقامة الأولمبياد، وإغلاق المدارس والمعاهد التابعة لحركة “الخدمة” في تركيا، هو الموقف السّلبي الذي اتخذه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وحكومة العدالة والتنمية ضدّ حركة الخدمة والأستاذ فتح الله كولن، بعد أن اتهمها بتكوين ما أسماه بـ”الدولة الموازية” عقب الكشف عن فضيحة الفساد الكبرى في 17 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وذلك دون الاستناد إلى أي أدلَّة مُعتَبَرة شرعًا وقانونًا، على الرغم من البحث والتحرِّي عنها واختلاق أدلَّة مزوَّرَة لإثبات الإدانة لمُدَّة تتجاوز نصف عام، إذ لم يُعتقل أحد بهذه التهمة حتى الآن.
ــــــــــــــــــــ
جريدة زمان التركية