بعد زيارة وزير الداخلية التركي “أفكان علاء” للعاصمة الأمريكية واشنطن التي استمرت أربعة أيام، تحدث خلال مشاركته في مؤتمر معهد الشرق الأوسط عن الوضع الداخلي التركي، وفي خطابه الذي ألقاه حاول تحسين صورة الحكومة التي شُوّهتْ في نظر الأمريكان.
وخلافاً للتوقعات، فقد بدأ “علاء” كلمته بالحديث عن رؤية حزب العدالة والتنمية وبعض إجراءاته في السياسة الداخلية، بدلاً من الخوض في موضوع الأزمة العراقية ومسألة الرهائن المختطفين من قبل تنظيم “داعش”.
ومن الملفت وجود تناقضات في حديث السيد الوزير، حيث يعتبر “علاء” من الذين كانوا يناصبون العداء “للجماعات”، ولكنه هذه المرة اختار نهجا جديدا، وهو عدم خلق عدو داخلي للحكومة. ومن جهة أخرى تحدث، في إطار اِدّعاءات رئيس مجلس الوزراء، عن وجود تنظيم دولة موازية داخل الدولة، والتي يقصد بها “جماعة الخدمة”.
ومن خلال طرح سؤال من قِبل أحد الأمريكيين المشاركين في المؤتمر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، وعن الخطط المرسومة من قبل الحكومة لتحسين وتوسيع نطاق حرية وسائل الإعلام، رد وزير الداخلية بأن هناك مبالغة كبيرة في عدد الصحفيين الموجودين في سجون الدولة، وأكّد على أن المشاكل التي تعيشها تركيا في الوضع الراهن، هي نتيجة عدم وجود تنسيق كامل بين الإدارات التنفيذية، وأكّد أنه سيتم التغلب عليها عن طريق تشريعات جديدة تتلافى هذا الخلل.
ومن بين المتدخلين في المؤتمر، السفير الأمريكي السابق لدى أنقرة “روبرت بيرسون”، الذي أشار إلى أن الحكومة التركية بدأت تفقد الدعم الشعبي الأمريكي بسبب الصراع الداخلي في تركيا، النّاتج عن نظرية الحكومة بأنها تتعرض لمؤامرة كبيرة. وأكد أن تركيا لم تعد بالنسبة لواشنطن بمثابة الدولة الحديثة في المنطقة، وذات الثقل الإقليمي كما كان في السابق.
وانتقد “بيرسون” سياسة الحكومة التركية عندما ذكر بأنها تحاول من جهة تطوير التعاون التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جهة أخرى تمت إقالة رئيس مجلس التعاون التركي الأمريكي “جيم هولمز”، والذي كان في نفس الوقت سفيرا سابقا لواشنطن في أنقرة بموجب تعليمات من حكومة أنقرة.