شانلي أورفا (زمان التركية) – خلال الأيام القليلة الماضية تحولت مشاجرة وقعت أثناء الجولة الانتخابية لنائب حزب العدالة والتنمية الحاكم عن مدينة شانلي أورفا إبراهيم خليل يلديز إلى مواجهة مسلحة أسفرت عن وفاة الشقيق الأكبر ليلديز محمد شاه يلديز وصاحب محل تجاري يسمى أسود شينياشار ونجليه عادل شينياشار وجلال شينياشار.
وذكرت وكالة الأناضول أن المجموعة التي تضم يلديز الذي عندما كانوا ينفذون حملة انتخابية في بلدة سوروج التابعة لمدينة شانلي أورفا تعرضوا لهجوم مسلح من قبل أشخاص يُزعم أنهم ينتمون لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي مشيرة إلى إصابة 12 شخصا خلال الأحداث.
ولقي أربعة أشخاص من المصابين الذين تم نقلهم إلى مستشفيات في سوروج وشانلي أورفا مصرعهم ومن بينهم الشقيق الأكبر ليلديز.
من جانبه اطلع وزير الداخلية سليمان صويلو على لقطات الهجوم المسلح الذي راح ضحيته أربعة أشخاص زاعما أن صاحب المحل التجاري أبلغ النائب البرلماني الذي توجه إلى محله أنه من أنصار العمال الكردستاني ومن ثم اعتدى على المرافقين للنائب البرلماني.
ولم يمرر صويلو الواقعة دون تحميل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إينجه المسئولية عن الحادث، حيث لفت صويلو إلى الزيارة التي أجراها محرم إنجيه إلى مرشح حزب الشعوب الديمقراطي الكردي لرئاسة الجمهورية والمعتقل داخل سجن أدرنة صلاح الدين دميرتاش مفيدا أن إينجه من خلال تلك الزيارة أضفى شرعية على أفعال حزب الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني إلى اليوم وكشف عن دعم حزب سياسي كحزب الشعب الجمهوري لها.
وعقب الأحداث التي شهدتها بلدة سوروج اعتقلت قوات الأمن مرشح حزب الشعوب الديمقراطي للبرلمان إسماعيل كابلان الذي زعم صويلو أنه على علاقة بتنظيم العمال الكردستاني وأنه يتلقى منه تعليمات.
وبدوره أعلن رئيس الوزراء بن علي يلدريم أن قوات الأمن أثبتت تعاطف المشتبه بهم مع العمال الكردستاني، بينما حمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي مسؤولية مقتل الشقيق الأكبر ليلديز.
وزعم موقع بي بي سي بنسخته التركية أن أسباب المشاجرة تعود إلى ما قبل 3 أيام من الواقعة، حيث ذكر الموقع أنه قبل 3 أيام من الواقعة طلب النائب البرلماني المذكور من صاحب المحل التجاري المقتول التصويت لصالحه غير أن هذا الأخير رفض وأبلغه أنه لن يمنح له صوته مفيدا أن التوترات بدأت منذ تلك اللحظة.
كما أن هناك ادعاءات أخرى تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد أن كاميرات المراقبة الموجودة في المستشفيات التي تم نقل المصابين إليها لم تسجل شيئا.
وذكر اتحاد الأطباء التركي في بيانه حول الواقعة أن الاعتداءات استمرت داخل مستشفى سوروج الحكومي وأن وفاة اثنين من المصابين وقعت داخل المستشفى مشددا على أن هذا الأمر يعكس وجود فجوة أمنية داخل المستشفى.
وعلى الصعيد الآخر اعتقلت قوات الأمن 9 أشخاص من بينهم مرشح حزب الشعوب الديمقراطي للبرلمان إسماعيل كابلان على خلفية المشاجرة التي راح ضحيتها 4 أشخاص.
وبالأمس اعتقلت قوات الأمن أيضا عشرة أشخاص آخرين على خلفية التوترات التي وقعت أثناء دفن جنازة إثنين من أفراد عائلة شينياشار.
وأكدت نائبة حزب الشعوب الديمقراطي عن مدينة أضنه ونائب رئيس مجموعة نواب الحزب ميرال دانيش باشتاش أن المجموعة نفسها زارت التاجر المقتول قبل يومين من الواقعة مفيدة أنه ليس من محض الصدفة وقوع الحادثة بعد يومين من انتشار فيديوهات أردوغان وهو يشدد على ضرورة عدم تجاوز الحزب الكردي للحد الأدنى لدخول البرلمان.
وأضافت باشتاش قائلة: “يقولون إن العمال الكردستاني اعتدى على أتباع حزب العدالة والتنمية. لا شك أنهم أصيبوا بالجنون، هل يذهب أتباع حزب العدالة والتنمية ليطلب من العمال الكردستاني التصويت له؟ يطلبون من تاجر يعمل منذ 25 عاما التصويت لحزبهم ومن ثم يروجون لأكذوبة كهذه. على أي حال سينتهي عهدهم في 24 من شهر يونيو/ حزيران الجاري وسيحصلون على ما يستحقون من الرد من الشعب، لكن الذي يحزننا هو المواطنون الذين فقدوا حياتهم”.
وفي تعليق منه على الأحداث التي شهدتها بلدة سوروج دعا المرشح الرئاسي عن حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش إلى تجنب الأعمال الاستفزازية وضبط النفس قائلا: “أحبطوا رغبة من يحاول تلطيخ الانتخابات بالدماء والعنف والقمع، فلا شيء أغلى من روح الإنسان”.
ومن جانبها دعت مرشحة حزب الخير للانتخابات الرئاسية ميرال أكشينار إلى ضبط النفس والابتعاد عن الأعمال الاستفزازية وعدم إغراق هذه الانتخابات في مزيد من الدماء.
وعلى الصعيد الآخر انتشرت لقطات مسربة تظهر أردوغان وهو يوجه تعليماته إلى أعضاء حزبه بفعل ما يلزم لمنع الحزب الكردي من الحصول على الحد الأدنى من الأصوات لدخول البرلمان، حيث يذكر أردوغان في كلمته أنه لا يمكن له البوح بهذه العبارات في مكان آخر وأنه يتوجب عدم دخول حزب الشعوب الديمقراطي الذي يمثل الأكراد للبرلمان.
وفي تعليق منه على تلك اللقطات قال محرم إنجيه: “شاهدت لقطات لأردوغان تلك. وحزنت على تركيا، إذ أنني رأيت أن من يحكمها هو شخص لا يتمتع بنصيب كاف من احترام الديمقراطية.
وأضاف، أردوغان يرى دميرتاش وحزب الشعوب الديمقراطي كأقوى منافس له مما جعله مؤخرا يوجه إليهما اتهامات بصورة مستمرة.
وسيرتفع حظ حزب أردوغان في الفوز بالأغلبية في البرلمان في حال عدم نجاح حزب الشعوب الديمقراطي في دخول البرلمان خلال الانتخابات التي ستشهدها تركيا يوم الأحد القادم، حيث ينص النظام الانتخابي الحالي على عدم دخول حزب للبرلمان إن لم يحصل على 10 في المئة من أصوات الناخبين ومنح جزء كبير من أصواته للحزب السياسي صاحب النصيب الأكبر من أصوات الناخبين.