بغداد (زمان التركية)ــ وصف رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، تلويح تركيا بتنفيذ عملية عسكرية في جبل قنديل بإقليم كرستان شمال البلاد، أنه يأتي ضمن الدعاية الانتخابية لحكومة العادلة والتنمية، كما سبق وتحدث حول بدء تشغيل سد اليسو التركي، مشددًا على أن السيادة العراقية “خط أحمر”.
وكان وزير دفاع لتركيا، نور الدين جانيكلي، تحدث أمس الثلاثاء، عن أن تركيا باقية في (شمال العراق) حتى القضاء على كل “الجماعات الإرهابية”، وفق تعبيره. وأضاف جانيكلي إن تركيا عرضت تنفيذ عملية محتملة في قنديل مع إيران التي أبدت دعمها للهجوم. وزعم أن تركيا متفقة تماماً مع بغداد بشأن العملية.
لكن العبادي نفى من جانبه وجود أي تفاهم مع أنقرة بهذا الشأن، وقال رئيس الحكومة العراقية في مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الثلاثاء، إن “سيادة العراق خط أحمر ولا يوجد أي نقاش مع الجانب التركي حول هذا الموضوع”.
وقلل العبادي من جدية التصريحات التركية، معتبرًا أن “التصريحات التركية مجرد جزء من دعاية انتخابية”.
وتستعد تركيا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة في 24 يونيو / حزيران الجاري.
لكن العبادي أقر بوجود “قواعد تركية في مناطق حدودية صغيرة للمراقبة” بحسب ما نقلت وكالة (سبوتنيك).
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن جبال قنديل منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، تعد مشكلة لأنها معقدة جدًا وعلى مر الحكومات المتعاقبة كانت السيطرة على هذه المنطقة أمرا صعبا ، لافتا إلى أن بغداد تراقب الوضع على الحدود التركية.
وقال العبادي إن منطقة جبل قنديل تعتبر “خارج السيطرة الأمنية العراقية، والجيش العراقي لم ينتشر في هذه المنطقة حتى في أيام النظام السابق”.
ومع اقتراب موعد الانتخابات العراقية، صعّد المسئولين الأتراك وعلى رأسهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم ووزير الخارجية مولود جاويش اوغلوا مؤخراً من لهجتهم التهديدية متوعدين بشن عمليات عسكرية تركية ضد عناصر حزب العمال الكوردستاني، خصوصا في منطقة سنجار وجبل قنديل .
وكان رئيس وزراء العراق حيدر العبادي قد اعتبر الأسبوع الماضي أيضا أن حكومة العدالة والتنمية في تركيا كانت تسعى لاستغلال سد اليسو كورقة انتخابية لكسب الأصوات في الانتخابات المقبلة، على حساب الأزمة المائية التي يعاني منها العراقيون، ولاحقا أعلنت تركيا تأجيل موعد تشغيل السد استجابة للغضب العراقي الشعبي والرسمي.
وقال العبادي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوع الماضي أن الحكومة التركية تعمدت اختيار هذا التوقيت لملء السد رغم المطالب العراقية، “لتحقيق هدف سياسي وانتخابي”، حيث تسعى لكسب أصوات المزارعين في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المبكرة المقرر إجراؤها في 24 يونيو/ تموز الجاري، فيما انطلقت دعوات شعبية تطالب بمقاطعة تركيا ردا على تشغيل سد اليسوا في الوقت الحالي.