أنقرة ( زمان التركية ) – تعكس خطابات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابية إرهاقه من ضغط العمل طوال السنوات الماضية لكنه لازال يكابر ويصر على البقاء في السلطة، وأدلي أردوغان الفترة الماضية بعبارات تتضمن تناقضات، ففي أحد خطاباته زعم الرئيس التركي تأسيس حزب العدالة والتنمية لجامعة اسبرطة غير أن جامعة اسبرطة قائمة منذ عام 1992.
وتضم مدينة أضيامان مطارا منذ عام 1992، لكن أردوغان صرح أن المطار أنشيء في ظل حكم العدالة والتنمية.
وفي خطاب آخر له ذكر أردوغان أن حزبه أقام مطار عدنان مندريس في إزمير، لكن المطار المشار إليه أنشيء في عام 1987 أي قبل 15 عامًا من تولي حزب العدالة والتنمية حكم تركيا.
في أحد خطاباته أفاد أردوغان أن الثلاجة باتت داخل كل منزل في تركيا في عهده غير أنه في الواقع هذا الجهاز موجود داخل المنازل التركية منذ عشرات السنين.
وأول أمس صرح أردوغان أنه كان يدرس بالمرحلة الابتدائية داخل صف يضم 75 طالبًا في عهد الحزب الواحد، لكن يمكن القول إن ادعاء أردوغان هذا غير صحيح نظرا لأنه ولد بعد 4 أعوام من انتهاء حكم الحزب الواحد، كما أن أحد زملائه في المدرسة أعلن عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الصف الذي درسوا به يضم 35-40 طالبا وليس 75 طالبًا.
كيف يمكن تفسير استناد حملة أردوغان الانتخابية إلى هذه التصريحات الغريبة؟
الاحتمال الأول أن أردوغان لا يعي ما يقول بسبب الإعياء الشديد الناجم عن 16 عاما من الحكم وضغط العمل.
علامات الأعياء لا تبدو على أردوغان فقط بل على المحيطين به أيضا، ففي كلمته بمدينة بولو الأسبوع الماضي أفاد رئيس الوزراء بن علي يلدرم أن احفاد السيد بولو يفخرون بسكان المدينة في حين أن السيد بولو كان يُذكر في كتب التاريخ كحاكم ظالم اقتلع أعين من لم يبايعوه.
ولا يوجد حوله شخص سيحذره، بجانب أن الصحفيين الذين قابلوه لا يمتلكون الشجاعة بالقدر الكافي لانتقاد هذه التصريحات الغريبة.
دعونا من الديمقراطية، فهذا الاحتمال لا يمكن قبوله حتى في نظام الدولة القمعية. إن لم يكن الهدف منه تشتيت العقول والابتعاد عن الحقيقة فإنه هذا الأمر يشكك في أداء أردوغان بالمباحثات الدولية وقدرته على اتخاذ القرارات.
الاحتمال الثاني هو الادلاء بتصريحات بعيدة عن الحقيقة عن عمد بهدف التلاعب بالرأي العام للفوز بالانتخابات، وهذا الاحتمال يثير تساؤلات حول ما إن كان شخص يسخر بعقلية الناخب وأقسم على أن يُنتخب أيا ما كان الثمن يستحق إدارة تركيا.
ومن الغريب تعهد أردوغان بإقامة مقاهٍ للقراءة تقدم الكعك والحلوى في مقابل وعود مرشحي المعارضة الاقتصادية.
من جانبه انتقد مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة محرم إنجي كثيرا إلقاء أردوغان خطاباته بالتلقين وعجزه عن الإدلاء بكلمة واحدة في حال حدوث خلل في عملية التلقين.
جدير بالذكر أن أردوغان سبق وأن أقر بوجود تآكل في الهيكل الداخلي لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي: