برلين (زمان التركية)ــ بدأت المؤسسات الصحفية المشاركة بالمعهد الدولي للصحافة حملة لدعم الصحف والجرائد التركية المستقلة الراضخة تحت توجيهات وإملاءات نظام حزب العدالة والتنمية، واعتبر مدير المعهد باربرا تريفوني “إن الصحافة المستقلة في تركيا تلفظ أنفاسها الأخيرة”.
ويعد المعهد الدولي للصحافة من أقدم المؤسسات التي تدافع عن حرية واستقلالية الصحافة حول العالم، ويضم كلا من منظمة الصحفيين الأوروبيين، ومركز حرية الإعلام والصحافة في أوروبا، والاتحاد الدولي للكتاب، والاتحاد الألماني للكتاب، وشاركوا جميعا في إطلاق حملة لدعم الصحافة التركية المستقلة.
وأكد مدير المعهد تريفوني أنه غير متفائل فيما يتعلق بحرية الصحافة في تركيا، قائلًا: “إن الصحافة المستقلة في تركيا تلفظ أنفاسها الأخيرة”.
وأوضح القائمون على الحملة أن الغرض منها توفير “اشتراكات” حول العالم للصحف القليلة للغاية المستقلة داخل تركيا، وتقديم الدعم لتلك الصحف. وحصلت الحملة على دعم من عضو البرلمان الأوروبي ريبيكا هارمز.
وعلقت ربيكا هارمز نائبة حزب الخضر في البرلمان الأوروبي في تصريح لقناة “ديوتشه فيليه”، على وضع العاملين في قطاع الإعلام والصحفيين في تركيا، مؤكدة أن “الوضع صادم”.
وقالت هارمز: “العديد من الأشخاص حكم عليهم بالسجن مدى الحياة أو لسنوات طويلة. ذهب العديد من الصحفيين إلى خارج البلاد، ويعيشون بعيدًا عن بلدانهم في خوف وفزع. يقول الصحفيون الأتراك لي دائمًا إن ما يتعرضون له لم يحدث إبان فترة سيطرة الجيش على الحكم”.
يشار إلى أن هناك منصة إلكترونية على الإنترنت تحمل اسم “turkey purge” تضم معلومات حول ملف حرية الصحافة في تركيا، ومعلومات عن المعتقلين والمحتجزين داخل السجون التركية منذ أعقاب محاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز 2016، والتي تشير إلى وجود 319 صحفيا معتقلا، و189 مؤسسة إعلامية مصادرة.
وفي شهر مارس/ آذار الماضي كشفت تركيا عن نيتها بيع مؤسسة “دوغان” الإعلامية، والتي تعتبر أحد أكبر وأعرق المؤسسات الصحفية في تركيا، وتضم بين مؤسساتها: قناة CNN التركية، وجريدة حريت، وديلي حريت، وبوستا، وKanal D. وبالفعل تم بيع المجموعة الإعلامية الكبيرة إلى مجموعة “دمير أوران” المقربة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
لم يقتصر تأثير التدخلات الحكومية على المؤسسات الإعلامية والصحفية فقط، وإنما وصلت إلى المجلس الأعلى للإذاعة والتليفزيون التركي، الذي خصص 100 ساعة قبل شهر واحد فقط من الانتخابات البرلمانيو الرئاسية المقرر إجرائها في 24 من الشهر الجاري، للحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان استعدادًا للانتخابات العامة، بينما خصصت 25 ساعة فقط لباقي الأحزاب السياسية مجتمعة.
وعلق المعهد الدولي للصحافة في بيانه على المؤسسات الإعلامية وعلاقتها بالنظام والحكومة التركية، قائلًا: “90% من وسائل الإعلام في تركيا تحت سيطرة الحكومة”.
وأعلن المعهد في بيانه دعم جريدة “جمهوريت” التركية المؤسسة عام 1924، والمعروفة بمواقفها المنتقدة للحكومة، مشيرًا إلى حكم الحبس الصادر في أبريل/ نيسان الماضي ضد كتاب وصحفيين عملوا بالجريدة.
فقد صدر حكمًا بحبس 15 شخصًا، بينهم رئيس المجلس التنفيذي للجريدة أكين أتالاي، والباحث الصحفي أحمد شيك، والمدير العام للنشر مراد صابونجو.
وأعربت نائبة البرلمان الأوروبي عن حزب الخطر ريبيكا هارمز عن أملها في أن يتم دعم جريدة جمهوريت من خلال الحملة، قائلة: “يسعدني أن اشتراكي يعمل على الإسهام في استمرار الأعمال الشجاعة لجريدة جمهوريت. خاصة في الوقت الذي فقدت فيه الصحيفة دعم الشركات الراعية لها. وأتنمى أن نتمكن من إقناع أكبر عدد ممكن من الأشخاص للاشتراك ودعم جريدة جمهوريت. فهذا يخدم الصحافة الحرة، وحرية الحقوق والفكر. فهذه مشاركة في الديمقراطية والحرية”.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي: