أنقرة (زمان التركية) – في تعليق منه على الصورة التي التقطت له أثناء لقائه مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في الماضي، قال رئيس حزب الوطن والمرشح للرئاسة دوغو برينتشاك عن نفسه إنه “شخصية مهمة تختلف عن الآخرين”، معترفًا باستقباله بمراسم عسكرية في أحد معسكرات “أوجلان” المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.
وخلال مشاركته في برنامج على قناة (خبرترك) أجاب برينتشاك عن سؤال حول الصورة المشهورة التي يقدم له فيها أوجلان زهرة قائلا إنه: دعم وحدة البلاد وعارض عدم المساواة وأن الموقف تجاه العمال الكردستاني يختلف عن الموقف تجاه الأشقاء الأكراد بقوله:”أنا مختلف عنكم، فعندما ذهبت للقاء أوجلان استقبلني بمراسم عسكرية. أنا شخص مهم”.
واضاف: “روسيا عدو للعمال الكردستاني وترغب في التخلص منه. روسيا ستدعمنا ونجري لقاءات باستمرار مع روسيا. يجب على تركيا ألا ترقص في الفضاء، فهذا يبعث على عدم الثقة. نحن بحاجة إلى دعم الصين وإيران أيضا. وهذا من أجل منفعة تلك الدول”.
وأوضح برينتشاك أن تصريحاته بشأن بدء عملية تصفية حزب الشعوب الديمقراطي الكردي هزت إيران وأصبحت عناوين رئيسة للصحافة الإيرانية، مشيرًا إلى تصدي إيران لامتداد العمال الكردستاني ورغبتها في تركيا الآمنة.
وشدد برينتشاك على أهمية التعاون مع إيران، مفيدًا أن أمن الطاقة مرتبط بإيران والعراق وروسيا، وأن الاقتصاد التركي متحد مع الصين وروسيا وألمانيا.
يُذكر أنه تم نشر صورة لبرينتشاك الذي التقى مع أوجلان مرتين في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1989 وأبريل/ نسيان من عام 1991 أثناء عمله صحفيًا وهو يقدم إلى أوجلان زهرة.
ونقدم لكم فيما يلي معلومات صادمة ذكرها الكاتب الصحفي محمد عبيد الله في مقال بعنوان: “رؤية تفصيلية لانقلاب 1997 الناعم في ذكراه السنوية”
من هو دوغو برينتشاك؟
خطف برينتشاك الأضواء على نفسه عبر مواقفه الحساسة في اللحظات الحرجة طيلة تاريخ السياسة التركية. فمع أن نسبة الدعم التي يحصل عليها في الانتخابات ضئيلة جدًا لا تتجاوز 1%، إلا أنه تمتع حتى اليوم بنفوذ قوي في أجهزة الدولة، خاصة في أجهزة الأمن والقضاء والجيش، ولعب أدوارًا حاسمة في تلميع أو تشويه حركات ومجموعات سياسية أو مدنية، بفضل علاقاته “الغامضة” و”المثيرة” مع بؤر القوى الداخلية والخارجية.
وأسّس برينتشاك أربعة أحزاب وترأسها، وهي حزب العمال والفلاحين (1978-1980)، والحزب الاشتراكي (1991-1992)، وحزب العمال (1992–2015)، وحزب الوطن الحالي (15 شباط 2015 – ؟). لم يتبنَّ فكرًا معينًا ثابتًا، وإنما روّج لأي فكر مهما كان، بحسب الظروف واتجاه الرياح؛ فهو كان ماركسيًّا لينينيًّا ماوِيًّا في سبعينات القرن الماضي؛ وداعمًا لليسارية الكردية في الثمانينيات؛ وقوميًّا علمانيًّا متطرفًا بعد التسعينيات! وأصدر برينتشاك صحيفة يسارية علمانية باسم “آيدينليك” (Aydınlık)، وقاد المجموعة التي تكوّنت حول هذه الصحيفة.
واللافت للانتباه أنه دعم في تسعينات القرن الماضي حزب العمال الكردستاني الإرهابي، وعمل على تشتيت اليسارية التركية من خلال توظيف اليسارية الكردية. حتى إنه كان يشرف على مجلة (نحو 2000) (2000’e doğru) التي تحولت إلى اللسان المتحدث باسم العمال الكردستاني. وأجرى برينتشاك، الذي كان يمثل اليسارية التركية حينها، لقائين مختلفين مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي كان يمثل اليسارية الكردية، أحدهما في عام 1989، والآخر في عام 1991، والتقطتهما عدسات آلة التصوير وهما يتبادلان الزهور فيما بينهما، في أحد المعسكرات التابعة للعمال الكردستاني، على الرغم من أنهما يظهران اليوم العداء لبعضهما البعض، بل يعتبر أحدهما الآخر نقيضه، حيث يقدم برينتشاك نفسه في الوقت الراهن “قوميًّا وطنيًّا علمانيًّا” يجاهد ضد أوجلان الذي يحاول تقسيم تركيا!
وعُرف برينتشاك بمواقفه المصلحية المتقلبة، ولا يخفي أنه لا يتبني أي دين أو فكر أو توجه إيدولوجي معين؛ إذ يقف اليوم إلى جانب “المعسكر الأوراسي” بقيادة روسيا والصين، لكنه كان يدافع قبل ذلك عن “المعسكر الغربي” بقيادة أمريكا وبريطانيا أو حلف شمال الأطلسي الناتو ويصف الاتحاد السوفيتي بـ”الأمبريالي”؛ ويعلي اليوم من شأن “القومية التركية الطورانية”، غير أنه كان يصف تركيا من قبلُ بـ”الدولة المحتلة” لجزيرة قبرص، ويعترف بمزاعم الإبادة الأرمنية على يد الدولة العثمانية.
ومن المثير للانتباه أن محمد أيمور؛ رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات التركي سابقاً يصف برينتشاك بـ(fabricator)، أي المحترف في اختلاق أحداثٍ من أجل إثارة البلبلة والفوضى في البلاد؛ في حين يتهمه “هرم عباس”، نائب رئيس المخابرات الأسبق بـ”العمالة لدولة أجنبية”، ويشرح مهمته في كتابه بعنوان “التحليل” (Analiz) بقوله: “تنفيذ عمليات التصفية باستخدام طرقٍ وأساليبَ شتى ضد العناصر المستهدَفة التي تشكّل عائقاً أمام تحقُّق مصالح الدولة الأجنبية التي تعمل لصالحها، والسعي للحيلولة دون تطورِ وتقدُّم تركيا، ومنعها من اتباع سياسة وطنية مستقلة بعيداً عن مصالح تلك الدولة الأجنبية، وذلك من خلال تنظيم أنشطةٍ وفعاليات تقود البلاد إلى حالة عدم الاستقرار المتواصلة”.
ومن الجدير بالذكر أن هرم عباس كان يقود مشروع “إضفاء الطابع المدني على المخابرات التركية” بأمر من طرغوت أوزال، وقضى نحبه إثر عملية اغتيال تعرض لها أثناء ذهابه لعمله في 26 سبتمبر/أيلول 1990 وتبناها تنظيم “اليسارية الثورية”. وهذه الحادثة أصبحت موضوعًا للمسلسل التركي الشهير “وادي الذئاب” في مشهد يتعرض رئيس شعبة استخباراتية لقبه في المسلسل “أسلان آكبك”، واسمه الحقيقي في المسلسل “عباس أوسطا أوغلو” لعملية اغتيال على يد شخصية غامضة تدعى “بالا” في المسلسل وتضع على عينيها دائمًا نظارة سوداء. وكان “رجائي شاشماز”، معد مسلسل “وادئ الذئاب” أجاب على سؤال “هل تعتزمون تصوير مسلسل عن تنظيم أرجنكون؟” عقب بدء عمليات أرجنكون في 2007 قائلاً: “لا داعي لذلك! فإني قد كشفتُ الغطاء عنه قبل 10 سنوات من خلال مسلسل وادي الذئاب”.
لقراءة الخبر باللغة التركية اضغط على الرابط التالي:
Perinçek kürt lider abdullah Öcalan beni askeri törenle karşıladı