(زمان التركية)ـــ دعا نائب رئيس الجمهورية في العراق نوري المالكي، الحكومة والبرلمان إلى بدء تحرك دولي عاجل ضد تركيا لوصع حد لأزمة المياه في العراق، معربًا عن قلقه من أن يحصل نزاع بين البلدين الجارين.
وقال مسؤول عراقي أمس إن منسوب نهر دجلة انخفض بشكل ملحوظ بالمقارنة مع العام الماضي تزامنًا مع ملء سد اليسو التركي مع مخاوف لدى المزارعين من جفاف أراضيهم الزراعية.
وقال المالكي في بيان السبت “نتابع بقلق شديد خطر إجراءات الحكومة التركية وتسببها بشحة المياه نتيجة بناء السدود على حساب حياة العراقيين، ورغم كل النداءات والمفاوضات تصر تركيا على سياسة الأضرار بالعراق”.
وأضاف أن الأمر “يستدعي من الحكومة تحمل مسؤولياتها ومواصلة التحرك السريع مع تركيا والمنظمات الدولية لوضع العلاجات المطلوبة، وندعو الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة ودول الجوار والدول الصديقة الى وضع حد لمؤامرة تدمير العراق اقتصاديا وحيويا، وتعطيش العراقيين ودعوة تركيا الى إعادة النظر بمواقفها ازاء العراق”.
وكشف مسئول مشروع سد الموصل، رياض عزالدين، أمس السبت، عن انخفاض مناسيب نهر دجلة وروافده، إلى النصف تقريبا، مبيناً أن كميات المياه الواردة من تركيا تراجعت بشكل قياسي حيث وصلت إلى نحو 390 متراً مكعباً في الثانية، بالمقارنة مع العام الماضي الذي كان يصل إلى 700 متر مكعب بالثانية.
وأكد نوري المالكي أنه “على الحكومة ومجلس النواب والكتل السياسية أن تبادر بارسال رسالة واضحة الى السلطات في تركيا بأنها بعملها هذا تمهد لايجاد حالة نزاع وصراع بين البلدين الجارين، لا نريد لها أن تكون”.
وطالب المالكي وزير الموارد المائية بالتعامل مع الأزمة “بواقعية، وأن يتخذ إجراءات احتياطية بديلة تخفف من حدة الأزمة وتداعياتها الكارثية”.
وكان هناك اتفاق بين وزارة الموارد المائية بالعراق مع الجانب التركي تضمن أن يكون تشغيل سد اليسو بنهاية شهر يونيو/ حزيران مع نهاية الموسم الصيفي، وهو ما لم تلتزم به تركيا.
وظهرت خلال اليومين الماضيين آثار ملء سد اليسو التركي على نهر دجلة في العاصمة بغداد ومدينة الموصل الشمالية، بانخفاض مناسيب المياه إلى حد كبير، وهو ما أثار قلق المزارعين من جفاف سيصيب أراضيهم الزراعية، ويؤثر على إنتاجية المحاصيل.
ومن المنتظر أن يعقد البرلمان العراقي اليوم الأحد جلسة طارئة لمناقشة أزمة المياه في البلاد، يحضرها ثلاثة وزراء بينهم وزير الموارد المائية.