إسطنبول (زمان التركية)ــ رغم أن تركيا بلد مسلم، ونحن حاليًا في شهر رمضان الذي يقدسه المسلمون في جميع أنحاء العالم ويكثرون فيه من العبادة ويبتعدون فيه عن المعاصي والمحرمات، إلا أن شوارع مدينة إسطنبول التركية بها مشهد مغاير لذلك تمامًا؛ إذ يجول المدخنون وشاربو الخمر بشكل علني وتنادي “عاملات الجنس” على الراغبين من الشرفات.
وكالة (بلومبيرغ) الأمريكية، رصدت هذا المشهد في تقرير قالت فيه أن العلمانيين الأتراك يبذلون جهودًا من أجل الحفاظ على أسلوب حياتهم مع اقتراب موعد الانتخابات المبكرة في 24 يونيو/ حزيارن المقبل.
ولفتت الوكالة أن نمط الحياة هذا في إسطنبول محظور في الدول العربية التي تعاقب بعضها المجاهرين بالإفطار، مضيفةً أن أصحاب هذا الأسلوب من الحياة في تركيا يريدون الحفاظ عليه في بلد يحكمه حزب إسلامي منذ 15 عامًا.
إباحية ودعارة
وبالسير في أنحاء مدينة إسطنبول المترامية الأطراف، بتاريخها الروماني والبيزنطي والعثماني، يمكن رؤية متاجر المواد الإباحية، المحظورة في العالم العربي، المتميزة بالضوء الأحمر الوامض.
والدعارة مقننة في تركيا موجب قانون جنائي أعدته حكومة حزب العدالة والتنمية وصدق عليه البرلمان في 26 سبتمبر/ آيلول عام 2004 ودخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو/ حزيران عام 2005.
لكن خلال شهر رمضان، تغلق بعض بيوت الدعارة في المناطق المحافظة؛ لأن الإقبال ضعيف وليس بموجب القانون، وفق بلومبيرغ.
صراع هوية
ونوهت الوكالة الأمريكية بأن ثمة تصادمًا بين تركيا العلمانية وتركيا الإسلامية، وهو ليس بالأمر الجديد، مشيرة إلى أنه في ظل حكم الرئيس “رجب طيب أردوغان” منذ 16عامًا، يلعب الإسلام دورًا كبيرًا في الدولة، إذ يحاول إبعادها عن نظام الدولة الأوروبية الأكثر علمانية التي تأسست منذ قرن.
ويسعى أردوغان إلى فرض سيطرة أكبر على تركيا بعد الفوز بالانتخابات وتحول نظام الحكم إلى الرئاسي.
وتابعت الوكالة أن الصراع بين “التركيتين” تطغى عليه المواجهة العنيفة بين السلطوية والديمقراطية؛ ما أثار شعور العلمانيين بالخطر الذي تواجهه ثقافتهم أكثر من أي وقت مضى. بحسب ما نقل موقع (إرم نيوز).
ووفق بلومبيرغ، قالت مواطنة تدعى إيفصن (55 عامًا)، مبرزة تخوفها من تغير نمط الحياة المتحرر: “أعلم أنني سوف أتذكر هذا اليوم بالحنين إليه. أنا مسلمة، ولكني أتناول الطعام وأشرب الكحول في نهار رمضان، لأن بعض التعاليم الإسلامية كانت تناسب الصحراء العربية منذ قرون وتعتبر غير قابلة للتطبيق اليوم”.