أنقرة (زمان التركية) – استقر آلاف السوريين الذين نزحوا من ضاحية الغوطة الشرقية القريبة من العاصمة دمشق في المنازل التي تم اخلائها في عفرين عقب العملية العسكرية التي نفذتها تركيا هناك.
وأجرت وكالة الأنباء الفرنسية AFP لقاءات مع الأسر التي استقرت في عفرين التي تخضع حاليا لسيطرة الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر.
لا يرغب أحد في العيش داخل منزل غيره
انتقلت أميمية الشيخ (25 عاما) مع طفليها وزوجها فراس إلى عفرين قبل شهر واستقرت داخل منزل مهجور. وتوضح أميمية لا أحد يرغب في العيش داخل منزل غيره أو استخدام ممتلكات الآخرين قائلة: “جميعنا نريد العيش في بلدنا وداخل منازلنا لكننا اضطررنا إلى المكوث داخل منزل ليس منزلنا. ومنازلنا التي تركناها خلفنا يقطنها الآخرين”.
ويشير أحمد البوري (19 عاما) إلى كون عفرين منطقة تركية محصنة ضد قصف النظام السوري وهو ما جعله يتجه إليها، كما يضيف البوري أنه انضم إلى قوة الشرطة المدعومة من تركيا في عفرين وأنه تلقى العون من الجيش السوري الحر للمكوث داخل منزل مهجور بمنطقة المحمودية.
الحداد عثمان خليل (57 عاما) أحد سكان عفرين الذين لم يتركوا منازلهم، يؤكد أن شارعه استقبل عدد من سكان الغوطة الشرقية وأنهم يعيشون معا مفيدا أن بإمكانهم القدوم إلى عفرين بينما لا يستطيع السكان الفعليين للمدينة الدخول إليها.
وتشير احصاءات المرصد السوري لحقوق الانشان إلى أن 35 ألف شخص على الأقل استقروا في عفرين قادمين من خارجها، حيث يعيش جزء منهم في مخيمي اللاجئين المقامين في نقطة ريفية بينما يعيش غالبيتهم داخل البيوت المهدمة والخالية بالمدينة.
ومنذ عام 2011 الذي اندلعت فيه الحرب السورية تم تهجير أكثر من نصف سكان سوريا، حيث تشير الاحصاءات إلى مغادرة أكثر من خمسة مليون سوري للبلاد في حين تم ترحيل 5 مليون سوري من مسقط رأسهم داخل سوريا.
ومن بين هؤلاء الأشخاص مدنيون ومتمردون مسلحون رحلهم الجيش السوري باتفاقيات الهدنة عقب محاصرتهم.
وأثناء إخلاء الغوطة الشرقية أبرم اتفاق بشأن توجه الآلاف إلى شمال البلاد واستقر غالبية هؤلاء الأشخاص في تل عفرين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ذكر في تصريحاته أثناء العملية العسكرية أن عفرين ملك للعرب وليست ملك للأكراد.
هذا ويرى الخبراء أن تسكين الوافدين من الغوطة الشرقية في عفرين تعد سياسة لتعريب المنطقة وتغير طبيعتها الديموغرافية.