يبدو أن بداية الشهر الفضيل لن تبشر بالخير فيما يتعلق بأوضاع قطاع غزة ولن تبدل التشاؤم العارم الذي يسود القطاع وقد شهدت غزة خلال الأعوام الماضية الأزمات الاقتصادية الخانقة والتفاقمات الأمنية جراء الحصار المفروض عليها من قبل إسرائيل ولكن الأوضاع الحالية تختلف عنها تماما حيث تشير التقارير العديدة من داخل القطاع أن الأوضاع الراهنة تزداد خطورة وتدفع القطاع الى حافة الهاوية.
يعيش قطاع غزة خلال الفترة الراهنة أسوأ مرحلة من الأوضاع الإنسانية وزادت خطورتها بعد أحداث الأسبوع الأخير الى جانب استشهاد أكثر من 60 فلسطينيا على أيدي الجيش الإسرائيلي خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى بينما أصيب آلاف بجروح مختلفة واستنادا الى معلومات جمعتها وكالة الانروا الأممية فإن أكثر من 3500 من سكان القطاع سيحتاجون إلى دور النقاهة وعملية تأهيل طويلة وتؤكد مصادر أن سكان القطاع يعربون عن خشيتهم من عدم قدرة المؤسسات الصحية على استيعاب جميع الحالات مما سيؤدي الى انهيارها ولم يبقى لهم إلا تعليق آمالهم على دعم ومساندة من دول المنطقة.
وكان الرئيس التركي, رجب طيب أردوغان , قد انتقد بشدة الاحتلال الإسرائيلي بعد فعاليات مسيرة العودة الكبرى بل وقام بطرد السفير الإسرائيلي من أنقرة ووفقا لمصادر في غزة فقد شعر المواطن الغزاوي بعد تصريح الرئيس التركي بالتفاؤل الضئيل آملا أن تمد تركيا يدها لإغاثة القطاع وإخراجه من مأزقه ولكن لم يطرأ أي تغيير أو تحسن وأدرك الشارع الغزاوي أن الانفراج ما زال بعيدا كل البعد عما يطمح اليه القطاع.
واعتبر أحد سكان مدينة خانيونس الذي أصيب ابنه بجروح خطيرة خلال المظاهرات أن هناك فرق كبير بين الهجوم على إسرائيل في الإعلام واطلاق الوعود القولية وبين تقديم الدعم والمساعدة على الأرض ويبدو أن هذا الرأي هو موقف يشاركه العديد من سكان قطاع غزة.