بقلم: علي بولاج
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريح أدلى به عقب انتهاء الحرب على قطاع غزة “إن إسرائيل والولايات المتحدة في الخندق نفسه في حربهما ضد أعداء الإنسانية، وإذا لم نتخذ التدابير اللازمة، فإن هذا النوع من القوى (حزب الله، حماس، إيران، تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها) لن يكتفي بالانتشار في الشرق الأوسط فحسب، بل سيتنقل في الوقت نفسه إلى أوروبا والولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم”.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]تعتبر تصريحات نتنياهو تأكيدًا للتحالف القائم بين الغرب والصهيونية الإسرائيلية، ولا شك في أن الطرفين (إسرائيل وأمريكا) يتواجدان في نفس الصف، ولكن لا يعتقد أنهما يعملان من أجل منع شر عالمي، ومن الآن فصاعدًا أصبحت إسرائيل تتلقى ردود الفعل الغاضبة من الغرب ومن يهود تركيا احتجاجًا على مجازرها المتتالية.[/box][/one_third]وتعتبر تصريحات نتنياهو تأكيدًا للتحالف القائم بين الغرب والصهيونية الإسرائيلية، ولا شك في أن الطرفين (إسرائيل وأمريكا) يتواجدان في نفس الصف، ولكن لا يعتقد أنهما يعملان من أجل منع شر عالمي، ومن الآن فصاعدًا أصبحت إسرائيل تتلقى ردود الفعل الغاضبة من الغرب ومن يهود تركيا احتجاجًا على مجازرها المتتالية، وعلى سبيل المثال أدلى كبير الحاخامات جول ويبر فيس بتصريح لصحيفة POSTA212 التركية في الولايات المتحدة أكد خلاله أن اليهودية والصهيونية مصطلحان مختلفان تمامًا، مضيفًا: “أن العنف الذي تنتهجه إسرائيل ضد شعب المنطقة تسبب في تصوير اليهود حول العالم على أنهم مجرمين بغير حق، وأريد أن أقول إن السياسات التي تنتهجها إسرائيل، بما في ذلك تأسيس كيانها على الأراضي الفلسطينية، تعتبر ظلمًا بالنسبة لشعوب المنطقة واليهود في مختلف أنحاء العالم، وإن الصهيونية هي عبارة عن مصطلح يخدم المصالح السياسية بالكامل، ولا يخدم اليهودية على الإطلاق، كما أن دولة إسرائيل، كما يمكننا أن نرى نماذج لها في بعض الأديان الأخرى، تستغل العقيدة والإيمان بالإله لتقتل الأرواح البريئة وترسم صورة سلبية لليهود حول العالم، ولا تملك أي دولة أو رجل سياسة الحق في احتكار اليهودية وكتابنا المقدس، ولن نسمح نحن ولا الله بحدوث ذلك أبدًا”.
إن الأشخاص المنتسبين إلى الدين أو العرق اليهودي ليسوا كتلة واحدة، كما هو الحال في أتباع كل دين، فبينهم اختلافات علينا أن نراعيها. وينبغي لنا بدايةً تصنيف اليهود إلى مجموعتين رئيستين “الصهاينة وأعداء الصهيونية” على اعتبارهم ظاهرة حديثة، وكان قسم كبير من متخذي الدين والعقيدة اليهودية أساسًا لهم، ممن تبنوا فكرة إقامة دولة قومية على أراضي الفلسطينيين وسعوا لتنفيذ هذه الفكرة، يهودًا، لكنهم لم يكونوا متدينين في الواقع.
إن اختيار دين من الأديان ليكون عنصرًا مؤسسًا لدولة قومية لا يعني أن هذا الدين سيكون روح الدولة وأساس نظامها القانوني حقًا، وكان محمد علي جناح ورفاقه قد استغلوا الإسلام للمرة الأولى في التاريخ كعنصر في تأسيس دولة قومية منحوها إسم “باكستان”، وكان ممكنًا الفصل بالدين بين الهندوس والمسلمين الذين يشتركون في اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والوطن ذاته، غير أن باكستان لم تحقق الاستقرار ولم تستطع الحفاظ على وحدتها.
لم تكن دولة إسرائيل طلب الصهاينة واليهود الذين احتقروا في الغرب على مر التاريخ وتعرضوا لشتى صنوف المعاملة السيئة فقط، بل ربما كانت مشروعًا فكّر فيه الغرب من أجل منطقة الشرق الأوسط، وكما هو ملاحظ منذ قيام الدولة العبرية فإن العالم الغربي، والولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، تحاول السيطرة على الشرق الأوسط من خلال إسرائيل، ولأن إسرائيل موجودة في المنطقة :
1– تستطيع الأنظمة الديكتاتورية والملكية والاستبدادية أن تواصل حكمها في بلادها.
2 – لا تستغَل إيرادات النفط في تحقيق رفاهية المنطقة، بل تستغَل بالطريقة التي تتدفق بسهولة إلى أسواق الغرب ومصارفه..
3 – لا تستطيع الدول الإسلامية تحقيق وحدة فيما بينها.
4 – يتحول الإسلام والعالم الإسلامي إلى مادة للتخويف والكراهية يقصيها النظام العالمي.
[one_third][box type=”shadow” align=”alignleft” ]إن الأشخاص المنتسبين إلى الدين أو العرق اليهودي ليسوا كتلة واحدة، كما هو الحال في أتباع كل دين، فبينهم اختلافات علينا أن نراعيها. وينبغي لنا بدايةً تصنيف اليهود إلى مجموعتين رئيستين “الصهاينة وأعداء الصهيونية” على اعتبارهم ظاهرة حديثة.[/box][/one_third]إن إسرائيل بالنسبة للصهاينة النصارى هي موطن اليهود، الذي سيضحى به من أجل إنقاذ اليهود في آخر الزمان، وبهذه الملاحظة يجمعون يهود العالم بقدر الامكان في إسرائيل، لكن إسرائيل تعتبر بالنسبة للنخب الحاكمة في الولايات المتحدة والدول الغربية، أداة متعددة الاستخدامات من أجل هيمنتهم الإمبريالية في المنطقة، ويستغل الغربيون العلمانيون والإنجيليون هذه الأداة في صالح معتقداتهم ومصالحهم.
وإذا نظرنا من هذه الناحية، يمكننا أن نقول إن الغرب هو الذي يستغل إسرائيل وليس العكس، هذا فضلًا عن أن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يعتبر من أوضح السياسيين الأمريكيين كلامًا من الذين يساوون بين أمن إسرائيل والولايات المتحدة، قال في وقت سابق: “لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان من الممكن أن نضطر لإيجاد دولة مماثلة من أجل الحفاظ على مصالحنا”.
وتظهر هنا ضرورة إعادة قراءة المسلمين واليهود من أعداء الصهيونية، سواء كانوا علمانيين أو متدينين، للقضية الفلسطينية واليهودية من جديد.
صحيفة” زمان” التركية