إسطنبول (زمان عربي) – الصمت المطبق، الذي يسيطر على المسؤولين في تركيا، يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام مع استمرار هجمات منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية، وتصاعد أعمال القتل والحرق والتخريب والشغب والخطف، التي تقوم بها، فيما تستطيع أن تزعم بأنها تتفاوض مع حكومة حزب العدالة والتنمية للتوصل إلى حل وإحلال السلام في تركيا.
ووقع ليلة أول من أمس” السبت” هجوم إرهابي على أحد مراكز دروس التقوية الخاصة، وأحد المساكن الطلابية التابعة لحركة” الخدمة” في بلدة “بولانيك” بمدينة “موش” شرق تركيا، على مرأى ومسمع من القوات الأمنية، لكن دون تدخل منها، الأمر الذي كاد أن يتسبّب في كارثة محقّقة.
وكانت مجموعة ملثمة قوامها نحو 40 عنصراً تابعاً للمنظمة الإرهابية، أحد مراكز دروس التقوية المكوّن من خمسة طوابق، وألقت قنابل المولوتوف والألعاب النارية على المبنى وأشعلت النيران بداخله، فضلاً عن تحطيمها كاميرات المراقبة.
وحدث كل ذلك أمام أفراد الشرطة دون أن يحرك أحدهم ساكناً، الأمر الذي كاد أن يؤدي إلى مقتل ثلاثة معلمين وخمسة عاملين في المركز حرقاً، إذا لم تتدخل الشرطة في اللحظة الأخيرة بعد إتاحة الفرصة لإحراق المبنى.
وأكّد الكاتب والأديب البارز أحمد توران ألكان في مقال في صحيفة “زمان”، أن الحادث ليس أمرا عاديا أبداً، مشيراً إلى أن الإرهابيين أحرقوا المركز والسكن الطلابي ثأراً من عملية هدم تمثال للزعيم الإرهابي محسوم كوركماز في بلدة “ليجا” بمحافظة ديار بكر جنوب شرق البلاد ثم عقّب قائلاً: “هدف الهجوم واضح للغاية، فهم يقولون: أنتم المسؤولون عن إزالة التمثال، وستنالون عقابكم، كما أنكم من يقفون وراء عرقلة عملية السلام”.
وحمّل الكاتب الصحفي حكومة العدالة والتنمية مسؤولية الهجوم الإرهابي، قائلا إنها “تسعى بما تملكه من وسائل إعلام، منذ أكثر من ستة أشهر، لخلق صورة ذهنية مغلوطة عما تسميه “الدولة الموازية”، التي تقصد بها حركة الخدمة، لتقديمها كمجرم ومسؤول عن كل أمر سلبي في البلاد، لدرجة أنها تكاد تدعي أنها هي من تقف وراء حتى الهجمات الصليبية، وما هذا الاعتداء الغاشم على هذا المركز التعليمي إلا ثمرة طبيعية للبذور المشوّهة التي زرعتها الحكومة وإعلامها في هذا الصدد”.