تم التدقيق بالتسجيل الصوتي الذي أحدث ضجة كبيرة في الشارع التركي، والذي يتعلق بقضايا الفساد بين رئيس مجلس الوزراء التركي “أردوغان” ونجله “بلال” وهو يوصيه بضرورة إخفاء مبلغ 30 مليون يورو ونقله إلى مكان آمن. وقد تم تحليل مقطع الصوت من قبل شركة مختصة في القضايا الدولية يتواجد مقرها في بريطانيا.
وحسب نتائج التدقيق وإجراء التحاليل، فقد تم التأكد بأن التسجيل الصوتي صحيح وغير ممنتَج. في حين أنه وفي بداية شهر حزيران/يونيو الجاري، صدَر تقرير حول هذه القضيَّة من قبل مركز البحوث العلمية والتكنولوجية التابعة للحكومة التركيا تفيد فيه بأن التسجيل الصوتي ممنتج ومفبرك في كل كلمة تحتويه.
ولكن تقرير مركز البحوث العلمية والتكنولوجية أثار موجة ردة فعل قوية من قبل المعارضة السياسية والخبراء المختصين في هذا الشأن، وطلبوا توضيحاً من المركز بخصوص إمكانية إنتاج دبلجة صوتية بجمع مقاطع من الكلمات على التسجيل المزعوم بين أردوغان ونجله.
وكما أنَّ حركة التنقلات وعمليات تصفية موظفي الدولة، التي انتهجتها الحكومة بعد البدء بعمليات مكافحة الفساد في 17 كانون الأول/ديسمبر، والتي كشفت تورط الحكومة والوزراء فيها بعمليات فساد كبيرة، قد طالت مركز البحوث العلمية والتكنولوجية من بعد ما كان التركيز يصب على السلك الأمني والقضائي. فقد تم تعيين مدير حدائق الحيوان في العاصمة أنقرة رئيساً لمركز البحوث العلمية والتكنولوجية بعد إقالة مسؤولين كبار منه.
[button color=”blue” size=”medium” link=”http://www.zamanarabic.com/%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%88%D8%AF-%D8%A3%D9%88%D8%BA%D9%84%D9%88-%D8%A3%D9%83%D8%A7%D8%B0%D9%8A%D8%A8-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AF-%D9%88/” target=”blank” ]أردوغان وداود أوغلو أكاذيب بلا حدود .. وأدلة بلا وجود![/button]
وبعد تصريح وزير الصناعة والتكنولوجيا “فكري أشق”، والذي يعد مركز البحوث العلمية والتكنولوجية تابعا له، وقبل إجراء أي تدقيق أو تحليل على التسجيل الصوتي المثير للجدل، قال “أشق” بأن لديه إحساس في أن هذا التسجيل الصوتي مفبرك. حتى بدأت تنتشر مقولة في الشارع التركي بأن أشق هو الوزير الذي يتنبأ بالأشياء قبل ظهورها.
والجدير بالذكر بأن طلب تحليل مقطع الصوت قد قُدّم من قبل جمعية مُدقِّقي الحسابات الديمقراطية التركية. وحسب التقرير الذي قدمته الشركة المختصة بالقضايا الدولية في لندن، بعد التدقيق والتحليل الذي أجرته على مقطع الصوت في قسم التحليل العدلي للصوتيات في الشركة، بأن التسجيل الصوتي صحيح وسليم.
وفي تصريح للعضو المؤسس لجمعية مدققي الحسابات الديمقراطية المحامي “إبراهيم يايلا” لصحيفة “طرف” اليومية، شدد فيها بداية بأن الجمعية تقف على مسافة واحدة من كل الأحزاب السياسية. وأكَّد على أن طلب الجمعية في تدقيق وتحليل التسجيل الصوتي، الذي أثار جدلاً موسعاً في الرأي العام، يهدف إلى إنهاء وحسم النقاشات حوله.
ونوه “يايلا” بأن التقرير قد تم تحضيره من قبل مُحققَين هما ” ألينا كويرا” و “بول بيكر”، والذين يتمتعان بخبرة 27-28 عاماً في هذا المجال. أمَّا التقرير السابق الذي تم تقديمه من قبل مركز البحوث العلمية والتكنولوجية فلم يُعد من قبل اختصاصيين في هذا المجال.
وأوضح “يايلا” بأن التقرير قد أكد بوجود صوت موسيقا في بدايته، ومن ثَم سُمع صوت الأثير على الطريق دون وجود تقطيعات على الخلفية الصوتية للتسجيل، أي أنه يؤكد بصحة التسجيل.
والجدير بالذكر بأن التسجيل الصوتي المنسوب لأردوغان ونجله بلال قد أحدث ضجة كبيرة في الشارع التركي. خصوصًا وأنَّ الحديث الذي جرى بين الأب ونجله يتعلق بقضايا الفساد، حيث يوصي أردوغان نجله بأخذ التدابير والاحتياطات اللازمة، وإخفاء الأموال ونقلها إلى مكان آمن، وذلك خشية أن تطاله حملة الفساد التي بدأت في 17 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.