محمد أبو سبحة
(زمان التركية)ــ تحدث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، عن أنّ تركيا تدعم بشكل “مطلق” مهمة تدريبية للعسكريين في العراق يخطط الحلف لإطلاقها قريبا، وأنها ستشارك في المهمة عبر مدربين. يأتي ذلك بعد حديث تركيا عن أن علاقتها مع روسيا ليست بديلة عن الناتو.
كشف ستولتنبرغ، عن ذلك في تصريحات لوكالة الأناضول للأنباء، بعد زيارته الرسمية إلى العاصمة التركية أنقرة.
وأوضح الأمين العام للناتو أنّ قيام الحلف بمهمة التدريب في العراق، ما زالت في طور التخطيط حالياً.
وقال ستولتنبرغ: “نأمل أن يتم إقرار المهمة بشكل رسمي في قمة الناتو التي ستعقد في يوليو/تموز المقبل، وإلى الآن لم نحدد تفاصيل الخطة”.
وأضاف “نعمل على إعداد خطة لتدريب الضباط والعسكريين العراقيين، وما نريد أن نفعله هو إنشاء مدارس وأكاديميات عسكرية، يتخرج منها مدربون يشرفون لاحقًا على تدريب الجيش العراقي”.
وعن دور تركيا في المنطقة، قال ستولتنبرغ: “أنقرة لها دور خاص في المنطقة؛ لأنها تعرف هذه الجغرافيا جيداً، وهي شريك أساسي في الناتو منذ عشرات السنين، ولعبت دورا محوريا في ردع الاتحاد السوفيتي زمن الحرب الباردة، وتبنت أدوارا مهمة خارج حدود دول الناتو”.
وينظر إلى موقف تركيا على أنه محاولة لإثبات ولائها لحلف شمال الأطلسي عبر تأكيدها على التعاون معهم في العراق وسوريا، في ظل الحديث على تزايد التقارب مع روسيا على حساب الناتو.
وتابع ستولتنبرغ قائلاً: “تركيا تعتبر شريكاً أساسيا وهاماً بالنسبة للناتو، ونتواجد برا وبحرا وجوا في تركيا، ولدينا أنظمة دفاعات جوية قرب الحدود مع سوريا، كما أن طائرات المراقبة التابعة للحلف، تجري طلعات في الأجواء التركية”
وذكر أنّ طائرات أواكس للمراقبة الموجودة في قاعدة الناتو بولاية قونية وسط البلاد، قدمت الدعم اللازم لقوات التحالف الدولي في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وقال ستولتنبرغ إنّ حلف شمال الأطلسي لا يخطط للتواجد داخل الأراضي السورية.
وتعليقا على الزيارة قال وزير الخارجية التركي مولود جايش أوغلو قبل يومين في مؤتمر صحفي مشترك مع ستولتينبيرج إن هذا اللقاء ضمن اللقاءات التحضيرية لسياسات التوسع لحلف الناتو التي من المقرر أن تعقد في 11-12 يوليو/ تموز المقبل، مضيفًا: “ننتظر من الناتو المزيد من الدعم في كفاحنا ضد الإرهاب”.
وكان ستولتينبيرج رد خلال ذات المؤتمر على دعاوى إخراج تركيا من حلف الناتو، قائلًا: “إن تركيا عضو مهم للغاية في حلف الناتو. نقوم بتوفير استثمار للبنية التحتية العسكري في تركيا. تركيا حليف مهم للغاية”.
وأضاف: “لم يعاني أي عضو في الحلف بقدر ما عانت الحليف تركيا. وجود الناتو هنا من أجل دعم تركيا”.
وكان جاوويش أوغلو قد تطرق في المؤتمر المشترك مع ينس ستولتينبيرج إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون التي قال فيها إن بلاده أبعدت تركيا عن روسيا بالهجوم الذي شنته مع كل من أمريكا وبريطانيا على مواقع داخل سوريا.
وقال وزير الخارجية التركي ردا على ذلك: “قد تكون أفكارنا مختلفة، ولكنا علاقتنا قوية مع روسيا لا يمكن لماكرون كسرها “.
وكان ماكرون تحدث الأحد عن أن الهجوم المشترك “نفذ بامتياز” مفيدًا أنهم أبعدوا الأتراك عن الروس من خلال هذا الهجوم، لافتًا إلى أن الأتراك أدانوا استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية.
وأكد جاووش أوغلو إلى أن العلاقات التركية الروسية ليست بديلة للناتو.
من جانب آخر، كان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال أواخر الشهر الماضي إن بلاده تعبر وحدة أراضي سوريا والعراق أمر لا غنى عنه بالنسبة لتركيا؛ مؤكدا أن أمن تركيا واستقرارها مرتبط بأمن سوريا والعراق.
وشدد يلدريم على أن أولوية تركيا تكمن في تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة وفي تركيا من خلال القضاء تماما على تنظيم داعش الإرهابي والعمال الكردستاني الإرهابي وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مؤكدا أن “الذين يسعون لعرقلة تصدي تركيا للإرهاب سيتعرضون للخسارة”.
جاء ذلك بعد أن كان الرئيس التركي قد ألمح لبدء عملية عسكرية في سنجار شمال العراق ضد عناصر حزب العمال الكردستاني عقب الانتهاء من عملية عفرين في شمال سوريا، غير أن الموقف الرسمي في العراق يرفض تنفيذ أي عمليات عسكرية من جانب تركيا على أراضيه.