تقرير: يوكسل جلبنار
قونيا (زمان التركية) – كشف مؤتمر أقامته مديرية التربية والتعليم بمدينة قونيا جنوب تركيا، بعنوان “الشباب والعقيدة” عن انتشار ظاهرة “الربوبية” بين طلاب مدارس الأئمة والخطباء وهي تعني الإيمان من دون التدين، بسبب التضارب في المعلومات الدينية بالإضافة إلى كون المواد العلمية غير مناسبة للتلاميذ.
وخلال المؤتمر الذي شارك فيه 50 مدرسًا يدرّسون الثقافة الدينية وعلم الأخلاق بمدارس “الأئمة والخطباء” الثانوية تبين أن مدرسي العلوم الدينية يعجزون عن أن يكونوا المثل الأعلى المناسب لطلابهم، ولا يستطيعون الإجابة على كل أسئلة الطلاب، وأن المواد العلمية التي تقدمها وزارة التعليم لا تناسب طلابهم كما أنها ليست كافية.
وأشار المؤتمر إلى ظهور الإيمان من غير التدين بين الشباب الذين يحتارون في تساؤلات فيما يتعلق بالعقيدة، رغم أن الأمر لا يصل إلى مستوى الإلحاد في كثير من الحالات.
وعقيدة الإيمان من غير التدين (الربوبية Deism) تعني الإيمان بوجود خالق واحد لا يتدخل في مسار الكون، وفي الاستخدام الشائع توصف برؤية كونية تعترف بوجود الإله لكنها ترفض الأديان.
وصُنف سؤال الطلاب حول عدم تدخل الإله في الأمور السيئة والمظالم و”اكتفائه بمشاهدتها” على أنها مشكلة عقدية، ويؤكد على صعوبة في إدراك بعض الأمور مثل القدر والذات الإلهية وتصورها والصبر والتوكل.
وشهد المؤتمر انتقادات لتصريحات رجال الدين المناقضة لبعضها البعض، حيث تبين أن التعبيرات الدينية التي تعزز فكرة تناقض الدين والعلم بالمدارس تسببت في حدوث مشاكل عقدية لدى الطلاب وباتت الخرافات تُعد دينا وأضرت النقاشات التي وقعت بين رجال الدين والتضارب في المعلومات الدينية المطروحة باحترام الفكر الديني لدى الشباب.
تناول المؤتمر أيضا اختلاف موقف ونظرة الشباب تجاه “المثلية الجنسية”، حيث أشار المؤتمر إلى اعتبار العديد من طلاب المرحلة الثانوية المثلية أمرا طبيعيا بل ويتعاطفون معها ويعتبرونها خيارا جنسيًا وليس انحلالا أخلاقيا، بجانب اعتبارها تدخل في إطار الحرية مما يعكس عجزا في شرح المقصود بالحرية إلى الطلاب بصورة كافية.
وفي السياق، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استيائه من الحديث في الأمر، واستدعي وزير التربية والتعليم عصمت يلماز إلى المنصة خلال البث المباشر لاجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه في العاشر من أبريل/ نيسان الجاري وقام بتوبيخه على الدراسة المتعلقة بانتشار عقيدة “الربوبية” في تركيا.
في ختام كلمته بالاجتماع استدعى أردوغان عصمت يلماز إلى المنصة، وخلال كلمته التي لم يُسمع منها سوى جزء قصير ذكر يلماز أن مديرية التربية والتعليم بمدينة قونيا ومنظمات المجتمع المدني أجرت دراسة كشفت اختلاف رؤية الشباب للربوبية. وقام أردوغان بمقاطعة كلمة يلماز وإنهائها بقوله: “هذا أمر غير مقبول”.
https://www.youtube.com/watch?v=IQ_UnaG9Drc
وتشير بيانات شركة ماك للأبحاث MAK التركية التي نشرت عام 2017 إلى أن 75 في المئة من الأتراك يؤمنون بالملائكة وإرسال المولى عز وجل للكتاب المقدسة بينما لا يؤمن 15 في المئة من الأتراك بهذا في حين أن 10 في المئة من الأتراك ليس لديهم رأي تجاه الأمر.
وتوضح البيانات نفسها أن 63 في المئة من الأتراك يؤمنون ببعث المولى عز وجل رسولا في حين يرى 20 في المئة منهم أنه لا يمكن الاحتذاء بالرسول في كل شؤون الحياة، بينما لا يؤمن 9 في المئة منهم بهذا وامتنع 8 في المئة عن الإجابة. ويعني هذا أن 8 في المئة من الأتراك يغيب الدين عن حياتهم.
بينما يؤمن 75 في المئة من الأتراك بالبعث بعد الموت ولا يؤمن 10 في المئة بالبعث ولا يؤمن 10 في المئة بيوم القيامة، كما يجيد 32 في المئة من الأتراك قراءة القرآن ولا يجيد 54 في المئة منهم قراءته وامتنع 14 في المئة عن الإجابة.
وتعكس البيانات أيضا أن 40 في المئة من مؤيدي حزب العدالة والتنمية الحاكم لم يقرؤوا تفسيرا للقرآن الكريم، بينما يصلي 22 في المئة من الأتراك الصلوات المفروضة الخمسة ويمتنع 22 في المئة عن أداء الصلاة ويصلي 26 في المئة من الأتراك من حين لآخر ويصلي 26 في المئة من الأتراك صلاة الجمعة والأعياد بصورة متقطعة وامتنع 6 في المئة من الاتراك عن الإجابة.
ويصوم 45 في المئة من الأتراك والصلاة بانتظام بينما يصوم 25 في المئة من الأتراك بصورة متقطعة ويمتنع 30 في المئة من الأتراك عن الصيام ورفض 10 في المئة من الأتراك الإجابة عن السؤال.
وفي إجابتهم عن سؤال بشأن مصدر المعلومات الدينية أفاد 30 في المئة من الأتراك أنهم يحصلون على المعلومات من الكتب الدينية وأشار 45 في المئة من الأتراك أنهم يحصلون على المعلومات الدينية من التلفاز والإنترنت، وذكر 20 في المئة من الأتراك أنهم يحصلون على المعلومات الدينية من خلال سؤال من يعرفون أنهم على علم بالمواضيع الدينية وامتنع 5 في المئة عن الإجابة.
هذا ويرى 15 في المئة من الأتراك أنهم ينتمون لجماعة دينية أي أن ثلاثة أرباع من يؤدون الصلاة من الأتراك يعتقدون أنهم ينتمون لجماعة دينية، بينما يوضح 60 في المئة من الأتراك أنهم لا ينتمون لأي جماعة دينية وامتنع 25 في المئة من الأتراك عن الإجابة على هذا السؤال.