(زمان التركية)ــ تحدث الكاتب الروسي سعيد غافروف، في مقاله بصحيفة “كوريير” للصناعات العسكرية، عن أن الدعم الروسي إلى تركيا، هو في الأساس لخدمة بقاء بشار الأسد في السلطة؛ موضحًا بحسب ترجمة موقع (روسيا اليوم) أن الرئيس الروسي نجح في إقناع نظيره التركي بأن حل مشكلته في سوريا يمكن أن يتم بطريقة أخري دون اللجوء إلى العمليات العسكرية.
وجاء في المقال الذي نشر بعنوان “أردوغان لا يريد أن يصبح يانوكوفيتش”: عند تقييم زيارة فلاديمير بوتين ورئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف إلى تركيا، ينبغي علينا أن نفهم: بناء خط أنابيب الغاز هو الأولوية الأولى لبلدينا، حيث أن الوضع مع مرور الغاز عبر أوكرانيا يتطلب حلا وكذلك التسوية السورية.
بوتين، كما يبدو لي، حاول إقناع أردوغان بأن من الممكن حل المشاكل التي يعاني منها الرئيس التركي في البلاد بطرق أخرى غير الاستمرار في العمليات العسكرية في سوريا. ولم يكن لهما إلا أن يصلا إلى اتفاقات معينة، حيث أن جميع المشاكل القائمة اليوم في العلاقات بين أنقرة وموسكو، هي بطبيعتها مشاكل تركية داخلية.
أردوغان مضطر إلى حد كبير لانتهاج سياسة مغامرة خارج بلاده، لأن الناتو يعد مؤامرة ضده من نمط المؤامرة الأوكرانية.
هناك تصادم بين رأس المال التجاري في اسطنبول، الذي يهتدي بشكل كامل بأوروبا، والقطاع الصناعي، الموجه في المقام الأول إلى تركيا نفسها. وبدعم من الأخير، والذي يعبّر عن مصالح الأناضول، الجزء الآسيوي من البلاد، وصل أردوغان إلى السلطة. أوليغارخيو اسطنبول، الذين يعتبرون أنفسهم تقريبا المكون الرئيس لتجارة البحر الأبيض المتوسط بأكملها، يدركون أن تدهور العلاقات بين تركيا ودول أوروبا أشبه بالموت بالنسبة لهم. هناك كثير من نقاط التشابه مع حالة أوكرانيا قبل أربع سنوات كثيرة، بما في ذلك الوضع في الجيش. فهناك وهنا تمكن الأوروبيون من إنشاء رأس مال كومبرادوري، العلاقات الاقتصادية الخارجية بالنسبة له أكثر أهمية بكثير من مخاطر تدمير الصناعة الوطنية.
ما الذي أمكن لبوتين تقديمه (لأردوغان) في مثل هذه الحالة؟ على سبيل المثال، القول: “إذا كان الأوروبيون يحشرونك في الزاوية، فإن الحائط الذي يمكنك الاستناد إليه هو نحن”. نحن نضمن لك أننا لن نطعنك في الظهر، فدعنا نبحث عن طرق جيدة لحل الأزمة السورية.
الزيارة التي تمت أكثر أهمية لتركيا من روسيا. لكن دعمنا لأردوغان موجه لحماية الأسد.