أنقرة (زمان التركية)ـــ أصدرت محكمة تركية بالعاصمة أنقرة أمس الجمعة حكمًا بالسجن المؤبد على 21 متهمًا، من بين 103 متهمين في قضية انقلاب 28 فبراير/ شباط 1997، لكن المحكمة لم تصدر قراراً بحبس أي منهم بحجة تقدمهم في السن أو الأسباب الصحية.
كما حكمت ببراءة 68 متهمًا في القضية ذاتها، وإسقاط التهم عن أربعة آخرين بسبب وفاتهم.
يأتي هذا الحكم بعد 21 عامًا على الانقلاب الذي أطاح بحكومة زعيم الإسلام السياسي في تركيا نجم الدين أربكان.
كان من بين المتهمين في القضية رئيس أركان الجيش في ذلك الوقت الجنرال إسماعيل حقي كاراه دايي، والرئيس الثاني لرئاسة الأركان الجنرال تشيفيك بير وعدد من قادة الجيش في ذلك الوقت.
يشار إلى أن المتهمين لم تصدر في حقهم مذكرات اعتقال واكتفت المحكمة بإصدار حكم بالمراقبة القضائية مع حظر السفر على المتهمين بسبب تقدم سنهم وحالتهم الصحية.
ومذكرة 1997 العسكري أو انقلاب 28 فبراير وتسمى أيضًا بانقلاب ما بعد الحداثة، تشير إلى القرارات الصادرة عن قيادة القوات المسلحة التركية في اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 28 فبراير/شباط 1997 والتي عجلت باستقالة رئيس الوزراء نجم الدين أربكان من حزب الرفاه وإنهاء حكومته الائتلافية.
هذا وأثار التعامل التمييزي وخرق مبدإ المساواة في قضية الجنرالات الانقلابيين على حكومة نجم الدين أربكان الذي يعتبر شيخ الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان استياء كبيرًا لدى بعض الأوساط الحكومية، كالنائب البرلماني من الحزب الحاكم شامل طيار، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اكتفت المحكمة بفرض مراقبة قضائية وحظر سفر على الانقلابيين رغم حكمها عليهم بالحبس المؤبد بحجة تقدمهم في السن وحالاتهم الصحية، في الوقت الوقت الذي يتم حبس من هم الأكبر سنا منهم من المتهمين بالمشاركة في الانقلاب الفاشل عام 2016.
وفي إطار تعليقه على هذا القرار التمييزي، قال حساب “نبض تركيا” على تويتر في عدة تغريدات نشرها أمس الليلة: “نظام #أردوغان يجري محاكمة مسرحية تمخضت عن معاقبة 21 جنرالا انقلبوا على حكومة الراحل نجم الدين أربكان في 1997 بالحبس المؤبد لكنه لم يقض بحبسهم نظرا لتقدمهم في السن؛ في حين أنه يحبس حاليا عشرات الآلاف من أقران هؤلاء الجنرالات في السن من الرجال والنساء بتهمة مسرحية الانقلاب الفاشل”.
وأضاف: “هذا القرار دليل واضح على اتفاق #أردوغان مع هؤلاء الجنرالات من أعضاء الدولة العميقة #أرجنكون الذي هدده قبل عدة أيام بأن الجميع سيرون قريبا جدا عديدا من السياسيين رفيعي المستوى مكبلي الأيدي وفي السجن.. فهل يمكن أن يطبق أردوغان قرار الحبس المؤبد على هؤلاء الذين يهددونه بكل صراحة؟!”.
وتابع “نبض تركيا” بقوله: “أعتقد أن #أردوغان استصدر قرارا بالحبس المؤبد للانقلابيين على شيخه أربكان لكي يستمر ود ودعم قاعدته المحافظة التي تريد محاكمة الانقلابيين، لكنه لم يطبق هذه العقوبة بحجة تافهة مثل تقدمهم في السن الذي لم يطبق على المتهمين الآخرين بمن فيهم أكبر سنا منهم؛ لأنه لن يستطيع حبسهم”.
ثم لفت “نبض تركيا” إلى أن “الانقلاب الناعم الذي استهدف حكومة الراحل نجم الدين أربكان في الظاهر لكنه في الحقيقة استهدف تدمير البنية السلمية في #تركيا التي أسسها (الرئيس التركي الأسبق) طرغوت أوزال سياسيًّا و #حركة_الخدمة مدنيًّا”.