يزعم فؤاد عوني الذي أفشى بعض أسرار الحكومة بأن :”الحكومة التركية تجري حاليا إعداد عشرات الملايين من الدولارات لإنقاذ عاملي القنصلية التركية بالموصل، الذين اختطفوا على يد عناصر من الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش)”.
ويشير فؤاد عوني الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعية: أنه تمت تعبئة النقود في حقائب قماشية سوداء ثم حُمِّلت في سيارات المخابرات.
وها هو النص الذي كتبه فؤاد عوني المنشور على الموقع الالكتروني “روتا للأنباء” حول مستجدات الوضع:
“لم يحدث من قبل في تاريخ تركيا أن تُهان دولة تركيا بهذه السهولة، لكننا نشهد في تركيا الآن شِوالات وُضعت على رؤوس الجنود الأتراك، وسفينة تُقتحم، ومواطنون يُقتلون، وطائرة يتم إسقاطها، وتنظيم هجمات تفجيرية على العاملين بوسط المدينة راح ضحيتها عشرات القتلى، وعَلَمٌ يُنزل..نرى دولة اقتُحمت قنصليتها.. دولة يُصفع مواطنيها متى شاء أعداؤها ولا تُدفع لها التعويضات.
وصل بنا الأمر من دولة (تركيا) تحدَّت العالم من أجل بضع صخور موجودة في ” جزيرة كاردك” المتنازع عليها بين تركيا واليونان ببحر إيجا إلى دولة تقدم رشوة مقدارها عشرات الملايين من الدولارات في بالات، وتتضرع للمنظمات الإرهابية لإنقاذ العاملين بقنصليتها.
دولة كانت تصرخ بعصبية في وجه الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، لكن تنصاع إلى كلّ ما تقوله إسرائيل بخصوص موارد الطاقة الغنية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط، دون أن تُشعِر الرأي العام، بل وتجعل وزارة الطاقة توقع على الاتفاقيات.
وحتى وإن كانت الصورة الخادعة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، التي تبين أنه يتحدّى القوى الخارجية، تجعله يفوز بالرأي العام الداخلي، إلا أن كل صيحة له كانت تكلّف تركيا أعباء ثقيلة جدًّا.
وفي هذه الأيام التي نعاني منها بسبب سياستنا الخاطئة التي انتهجناها تجاه أحداث سوريا، نجد تركيا، وهي في أقصى درجات فشلها وعجزها، على طاولة المفاوضات مع منظمة الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) الإرهابية.
يجري حاليا إعداد عشرات الملايين من الدولارات من الصندوق السري للدولة؟! الأموال يتم تعبئتها في حقائب قماشية سوداء، ويتم تحميلها في سيارات المخابرات، وبهذا يكون المواطن التركي هو من دفع ثمن السياسة الخارجية الطائشة.
الأمر الذي يدفع بنا داخل حلقة مفرغة، آخذة في النمو والانتشار، تغذي منظمة الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) الإرهابية. في الوقت ذاته فمشكلة داعش تضعف قوتنا وعزيمتنا تجاه حزب العمال الكردستاني. على أنّ الحكومة التي تعي جيدًا أننا لن نقاتل في الجبهتين، تقف عاجزة للانصياع لمطالب حزب “العمال الكردستاني” وحزب “السلام والديمقراطية” الآخذة في الازدياد بمرور الأيام.
كما ردّت على الفور بالموافقة على طلب حزب العمال الكردستاني بعدم القيام بعمليات نبات الجود (للحشيش) في أراضي منطقة الجنوب الشرقي من تركيا، وأعطت إشارة البدء في سحب قوات وحدات المخدرات من تلك الأراضي.
وبهذا يكون حزب العمال الكردستاني قد ضاعف من زراعة المخدرات، وشحنها في المنطقة ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة الماضية. ويتم استثمار الأموال في الأسلحة لاستخدامها في أعمال التمرد الداخلي.