أنقرة (زمان التركية) – في تعليق منه على العمليات التي تنفذها تركيا على الجانب الأخر من الحدود داخل سوريا والعراق، قال نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي عن مدينة شانلي أورفة عثمان بايدمير إن أنقرة لعبت دورًا مشينًا مع الحشد الشعبي والقوى الأخرى في دمار مدينة كركوك شمال العراق.
وكانت التوترات المتصاعدة بين الحكومة المركزية العراقية وإقليم كردستان العراق عقب استفتاء استقلال كردستان الذي حظي بموافقة 92 في المئة من الناخبين قد تحولت إلى مواجهات مسلحة في كركوك الغنية بالنفط والتي خضعت لسيطرة إقليم كردستان مدة 4 سنوات رغبة في ضمها إلى محافظات الإقليم.
وأحكم الجيش العراقي الذي تقدم صوب المدينة برفقة الحشد الشعبي قبضته على المدينة العام الماضي عقب مفاوضات أسفرت عن انسحاب قوات البيشمركة منها بعد أن سيطرة عليها في اعقاب اجتياج داعش للعراق عام 2014، وتمركزت قوات الحشد الشعبي في النقاط التي انسحبت منها قوات البيشمركة، بينما شهدت المدينة احتجاجات كبيرة ضد الحشد الشعبي.
فيما كانت تدعم تركيا الحكومة الاتحادية بقوة ضد انفصال كردستان عن العراق، وحشدت قوات ومدفعية على الحدود مع الإقليم.
وأوضح بايدمير أن هذا الأمر يعني في حال مطالبة الأكراد بحقوقهم في أي مكان بالشرق الأوسط فإن تركيا ستعلنهم إرهابيين قائلاً: “قلت هذا في مؤتمر باريس، لو توجه الأكراد إلى المريخ والمشتري وأسسوا دولة هناك سيعلن أردوغان وحكومته عن سعيهم لحماية وحدة أراضي المريخ وعدم تأسيس الأكراد دولة مستقلة لهم”.
“أعتذر لكل قطط كردستان”
ذكر بايدمير أنه بالنظر إلى تجارب الأنظمة الديكتاتورية مثل هتلر وموسوليني أو فرانكو يتبين أنه لا محالة من الإطاحة بتلك الأنظمة كنظام صدام حسين في العراق أيضا مفيدا أن النظام التركي سيسقط ضحية لقمعه.
وأضاف بايدمير: “دعوني أطرح مثالا. أعتذر لكل قطط كردستان لكن ما يفعله نظام أنقرة حاليا أشبه بتصرفات القطط، فالقطط تتسلق الأشجار لصيد العصافير لكنها لا تعرف كيف تهبط لأنها تخاف”.
“ليست هناك احتمالية لاستئناف عملية السلام”
وفي إجابته عن سؤال بشأن ما إن كانت تركيا وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي تنويان إحياء عملية السلام مرة أخرى، أفاد بايدمير أنه غير ممكن. وأوضح أنه يتوجب على من أنهى عملية السلام أن يدرك خطأه وأن يفهم أن إنهاء عملية السلام والخلاف لن يحقق نفعًا.
وأشار بايدمير إلى تدمير السلطات التركية لقرى ومدن كردية قائلاً: “يمكننا القول أننا نعيش داخل السجون وأن الأكراد خسروا كركوك، لكن ماذا كسب أردوغان؟ وماذا كسبت تركيا؟ كانت تركيا تحصل على برميل النفط مقابل 35 دولار أما الآن فارتفع هذا الثمن إلى 50 دولار. أي أنهم أيضا خسروا”.
وأفاد بايدمير أن هذا الأمر يعني أنه بخسارة الأكراد لا يمكن لتركيا وإيران والعراق ودمشق ان تحقق مكاسب، موضحا أن الجيران يعتقدون بأنه لا بد من خسارة الأكراد ليكسبوا هم، ولكن يجب عليهم أن يبتعدوا عن هذه الفكرة الخاطئة.
وأكد بايدمير أن الاتحاد هو أكثر ما يحتاج إليه الأكراد سواء في باشور أو باكور أو روج آفا أو روج هلات، مفيدا أن الأكراد حاليا يبلغ تعدادهم 40 مليون نسمة لكن لا يزال ينظر إليهم بأنهم أقلية.
أشار بايدمير أيضا إلى استفتاء الاستقلال الذي شهده إقليم كردستان العراق قائلا: “توجه الشعب إلى صناديق الاقتراع في منطقة إقليم كردستان العراق. أجرت حكومة الإقليم استفتاء ولجأت إلى الشعب للأخذ برأيه وهو ما اعتبره البعض خطأ. لماذا؟ الديمقراطية تطبق في العالم عن طريق الانتخاب ويُقاس رأي الشعوب بصناديق الاقتراع. لماذا يحظر هذا على الأكراد؟ لماذا يعد هذا الأمر خطأ بالنسبة للأكراد؟”.
وتساءل بايدمير أيضا عن سبب إقامة أردوغان استفتاء على الدستور واعتبار الأمر عادلاً بالنسبة له وخطأ بالنسبة للأكراد مفيدًا أن هذا من حق الأكراد كذلك.
هذا وشدد بايدمير على ضرورة تقبل أردوغان لهذا الحق مؤكدا أنه في حال قبوله هذا وبحق الأكراد من الممكن أن تبدأ عملية السلام مرة أخرى.