برلين (زمان التركية)ــ اهتمت الصحف اليونانية بالزيارة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحدود بلاده مع سوريا مرتديًا الزي العسكري للمرة الأولى.
وكان الرئيس أردوغان قام بزيارة تفقدية للجنود الأتراك على الحدود مع سوريا في ولاية هاتاي أمس الأحد برفقة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار بجانب عدد من الصحفيين والفنانين والمطربين المشاهير.
وعلَّقت العديد من الصحف اليونانية في أعدادها المنشورة صباح اليوم الإثنين على صور زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالزي العسكري بردود فعل متباينة.
وكان من أبرز تعليقات الصحف اليونانية، مقالاً نشرته جريدة “Ta Nea” اليونانية بعنوان “تركيا تستفز اليونان من ثلاثة اتجاهات”، مستخدمة صورة مموهة لأردوغان بالزي العسكري، مؤكدة أن تلاوة الأخير القرآن الكريم داخل متحف آيا صوفيا والتصريحات التركية بخصوص جزر كارداك المتنازع عليها، وكذلك تصريحات رئيس الوزراء بن علي يلدريم التي قال فيها: “من يريدون حماية حياة القرصنة في بحر إيجه، عليهم أن يتذكرو أحداث عام 1922″، جميعها أفعال استفزازية.
وكانت وزارة الخارجية اليونانية، قالت في وقت سابق إن “الوضع القانوني لجزر إيميا ثابت، والسيادة اليونانية عليها أمر مسلم به ولا شك فيه”.
وأضافت أن “تركيا مخطئة إذا اعتقدت أنها تستطيع انتهاك القانون الدولى فى بحر إيجه دون عواقب مثلما يحدث فى أماكن أخرى في ضواحيها، وننصح تركيا بوزن كلماتها”.
وجاء البيان ردًا على بيان أصدرته وزارة الخارجية التركية، ينتقد أثينا لاعتمادها قانونًا بيئيًا يتعلق ببرامج الاتحاد الأوروبى “ناتورا”، وقالت الخارجية التركية إن “اليونان طالما استغلت القانون، في قضايا بحر إيجه”.
وأشار البيان التركي إلى سيادة أنقرة على صخور كارداك مستعملًا بذلك الاسم التركي للجزر المتنازع عليها، مشددًا على رفض الأمر الواقع من الجانب اليوناني، والاعتراف بشرعية القانون اليوناني رقم 4519.
وزاد من التوترات بين الجانبين اعتقال السلطات التركية الشهر الماضي جنديين يونانيين عبرا الحدود التركية واتهمتهما بالتجسس.
يشار إلى أن خفر السواحل التركي منع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي من الاقتراب من جزيرة كارداك المتنازع عليها في بحر إيجه، حيث كان يرغب في وضع إكليل من الزهور على الجزيرة، في ذكرى سقوط مروحية عسكرية يونانية أودت بحياة 3 عسكريين قبل 22 عامًا.
وبدأت الأزمة بين البلدين على الجزيرة لأول مرة في 25 ديسمبر/ كانون الأول 1995، بعد رسو سفينة بضائع تركية على شاطئ الجزيرة، إلا أن اليونان زعمت أن الجزيرة الصخرية تعود لها.
واشتعلت الأزمة عندما توجه رئيس بلدية مدينة كاليمنوس وقتها إلى الجزيرة ورفع عليها العلم اليوناني في 26 يناير 1996، فأمرت رئيسة الوزراء التركية يومها تانسو تشيلر الجيش بالتدخل عسكريًا، وانطلقت فرقة من نخبة القوات البحرية التركية إلى الجزيرة وأنزلت منها العلم اليوناني، وذلك بالتزامن مع سقوط مروحية عسكرية يونانية على الجزيرة ومقتل 3 عسكريين في الحادثة.
كما زاد من تدهور العلاقات التركية اليونانية رفض محكمة يونانية مؤخرا تسليم الجنود الأتراك الذين فروا إلى اليونان أثناء محاوبة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016 على متن مروحية عسكرية.