بريشتينا (زمان التركية) – تتواصل أصداء اختطاف ستة أتراك من قبل الشرطة الكوسوفية وتسليمهم إلى المخابرات التركية لترحيلهم إلى تركيا بطرق غير قانونية.
وأعرب أسقف كوسوفو دود لوش جيرجي في كلمة ألقاها اليوم الأحد في مراسم الاحتفال الرئيسي بعيد الفصح عن أسفه وحزنه الشديد لترحيل خمسة مدرسين أتراك وطبيب.
وقال أسقف كوسوفو إن بلاده لم تصدق في عهده مع أولئك الأشخاص وعجزت عن حمايتهم متقدمًا باعتذاره على حدوث هذا الأمر.
وتساءل أسقف كوسوفو قائلاً: “كيف سيتوقع الذين خانوا أولئك الأتراك الستة أن يثق الناس بهم في المستقبل؟” وأضاف: “اليوم سيعود الشك وانعدام الثقة في بلادنا في صورة انعدام الحب لبعضنا البعض”.
يُذكر أن الأتراك الستة المزعوم انتماؤهم إلى حركة الخدمة تم اعتقالهم يوم الخميس الماضي، تم تسليمهم إلى تركيا حسب المعلومات التي لم تتأكد بعد، على الرغم من العديد من الاستنكارات الدولية.
وبالأمس زار رئيس وزراء كوسوفو أسر وزوجات المدرسين المختطفين وأعرب عن حزنه الشديد لهن متعهدًا بعدم تكرر الأمر مرة أخرى.
وكان راموش هاراديناج، رئيس وزراء كوسوفو، صرح أنه لم يكن على علم بعملية اعتقال المواطنين الأتراك وترحيلهم إلى تركيا بسبب انتمائهم لحركة كولن -حركة الخدمة-، إذ قال في تصريح نشره عبر تويتر: “لقد تعرض اليوم ستة من المواطنين الأتراك المقيمين بكوسوفو لعملية اختطاف وترحيل نفذها جهاز الاستخبارات الكوسوفي. ولم يكن لدي معلومات سابقة حول هذه العملية بصفتي رئيس الوزراء. وعلى ذلك سأقوم بعمل ما يجب وفق صلاحياتي القانونية والدستورية.”
وبدوره أقال هاراديناي وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي على خلفية ترحيلهم 6 أتراك دون إذن منه.
وعلى إثر ذلك هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس رئيس وزراء كوسوفو راموش هارادينايوقال بأنه سيدفع ثمن إقالته كلاً من وزير الداخلية ورئيس المخابرات لتعاونهما مع المخابرات التركية في ترحيل مجموعة من المعلمين الأتراك إلى تركيا بتهمة الانتماء إلى حركة الخدمة.
قال أردوغان في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه بمدينة إسطنبول يوم السبت: “يا رئيس وزراء كوسوفو، بأمرِ من قمتَ بإقالة وزير الداخلية ورئيس المخابرات؟ ألا تعلم أن تركيا هي البلد الثاني – بعد أمريكا – الذي اعترف بدولة كوسوفو؟”.
وهاجم أردوغان رئيس وزراء كوسوفو قائلاً: “إنك ستدفع ثمن ذلك! لأنك احتضنت أعداء تركيا في بلدك”، في إشارة منه إلى المعلمين الأتراك الذين كانوا يعملون في مدرسة محمد عاكف أرصوي الدولية منذ سنوات في إطار القوانين المرعية في هذا البلد.
وزعم أردوغان أن شعب كوسوفو أيضًا سيحاسب رئيس وزراءهم بسبب هذه الخطوة “المعادية” لتركيا، على حد وصفه، ثم أردف قائلاً: “إن الذين يمارسون السياسة عن طريق آلة التحكم يتم الإطاحة بهم عن السياسة عن بعد أيضًا”، على حد تعبيره.