أنقرة (زمان التركية) – في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” وسعت الولايات المتحدة الأمريكية نطاق اتحاد العمليات الخاصة في منبج بشمال سوريا هذا الأسبوع، على الرغم من التهديدات التركية بشن هجوم ضد الأكراد في منبج.
وأفاد عضو العلاقات العامة ضمن التحالف الدولي والمتحدث باسم القوات الأميركية الجنرال توماس ف. فياله في بيان نشره موقع (صوت أمريكا) أن التعزيزات الجديدة إجراء وقائي لضمان أمن جنود التحالف بالمنطقة.
وأضاف فياله أن قوات التحالف تشكل آلية تعاون مشترك للعملات من خلال العلاقات الرسمية مع المجلس العسكري في منبج.
وتشكل منبج الحلقة الأخيرة للخلاف بين تركيا والولايات المتحدة، ويرجع سبب هذا الأمر إلى الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى القوات الكردية التي تعتبرها تركيا جزءا من تنظيم حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة “إرهابيًا”.
العمال الكردستاني ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية في أمريكا والاتحاد الأوروبي، غير أن واشنطن ترى أن وحدات حماية الشعب الكردية التي ترفض تبعيتها للعمال الكردستاني حليفا محوريا في الحرب ضد داعش.
وحذر مجلس الأمن القومي التركي الذي اجتمع مؤخرا برئاسة أردوغان في بيانه من تحرك تركيا نحو منبج في حال عدم انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة فورا مطالبا “الإرهابيين في منبج” بمغادرة المنطقة وإلا ستبادر تركيا مثلما فعلت في المناطق الأخرى.
تجدر الإشارة إلى استرداد الجيش التركي وقوات الجيش السوري الحر منطقة عفرين في شمال غرب سوريا من قبضة وحدات حماية الشعب الكردية ضمن عملية غصن الزيتون التي انطلقت في العشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي.
من جانبها أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها الشديد من العملية بسبب تهجير الآلاف وتراجع التركيز على التصدي لتنظيم داعش الإرهابي.
ويوضح مسؤولون من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة أن الهجوم التركي على منبج قد يدفع آلاف المقاتلين الذين يتصدون لتنظيم داعش الإرهابي في شرق سوريا إلى ترك ساحة القتال والتوجه إلى الغرب للتصدي للقوات التركية.
وفي تصريحاته لموقع صوت أمريكا أفاد نائب رئيس المجلس العسكري لمنبج نجم محمد أن التحالف الدولي تعهد بحماية المدينة مشيرا إلى وجود تعاون قوي بينهم وبين التحالف لحماية المدينة وضمان أمنها.
وأعرب محمد عن تخوفه من احتشاد الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في شمال غرب منبج.
من جانبها أعلنت صحيفة يني شفق التركية يوم الثلاثاء أن 12 ألفا من أفراد الجيش السوري الحر في انتظار تعليمات أردوغان لبدء عملية منبج.
وعلى الصعيد الآخر رفض المتحدث باسم القوات الأميركية الجنرال توماس فياله الإدلاء بأية تصريحات حول عدد أفراد العمليات الخاصة المتمركزين في المنطقة واكتفى بإعلان تحقيقهم وجودا أمنيا بالقدر الذي يمكن من القضاء على التهديدات.
هذا وأوضح مراسل موقع صوت أمريكا بشمال سوريا أن القوات الأمريكية متمركزة بامتداد وادي نهر الساجور في شمال غرب سوريا.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن مؤخرا أن القوات الأمريكية في سوريا ستنسحب عما قريب، بينما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكي هيثر نوريت أنه لا علم لهم بأمر خطة الانسحاب هذه.
وكان ترامب قد صرح بشكل مفاجئ الشهر الماضي عن أهمية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في أقرب فرصة غير أنه لم يقدم أية معلومات بشأن تفاصيل عملية الانسحاب هذه.
أشار البنتاجون إلى وجود ألفي جندي أمريكي داخل سوريا، وأثيرت خلال الأيام القليلة الماضية ادعاءات عن إنشاء قاعدة أمريكية كبيرة في منطقة دير الزور وهو ما أكدته مصادر في قوات سوريا الديمقراطية الكردية.