بقلم: يوكسل جلبنار
أنقرة (الزمان التركية) أصبح رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي حديث الشارع التركي مؤخرًا، بسبب دعمه الصريح ووقوفه بجانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن كان يعارضه ويتهمه قبل عامين فقط بخيانة الوطن والجلوس على طاولة واحدة مع التنظيمات الإرهابية.
أصبح دولت بهتشلي كالتوأم الملتصق لحزب العدالة والتنمية يوافقه الرأي في كل قراراته ولا ينفصل عنه ولو في قضية واحدة، منذ محاولة الانقلاب المزعوم في 15 يوليو 2016، إنه لا يخفي ذلك، بل أصرَّ وأكد على ذلك في كل مناسبة وفي كل فرصة، فقد دافعت قيادة حزب الحركة القومية خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقد في منطقة “يني كابي”، عقب محاولة الانقلاب، باستماتة عن حزب العدالة والتنمية، أكثر حتى من أبناء الحزب أنفسهم، بل لم يخجل من الحديث باسم حزب العدالة والتنمية في تحذير حزب الشعب الجمهوري الذي خرج معترضًا في وجه وقائع الظلم.
إلا أن التقارب المريب الذي يعيشه دولت بهتشلي في أعقاب الانقلاب، تجاه حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان، والذي لم يجد الرأي العام التركي تفسيرًا مقنعًا له حتى الآن، أعاد إلى الأذهان مرة أخرى الاتهامات التي وجهها لأردوغان قبل عامين.
كان بهتشلي من أبرز المعارضين للنظام الرئاسي الذي حلم به أردوغان، إلا أنه سرعان ما تحول إلى داعم له؛ إذ قدَّم دعمًا كبيرًا لحزب العدالة والتنمية داخل البرلمان في التصويت على التعديلات الدستورية، وأعلن استمرار دعمه لأردوغان خلال مرحلة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية أيضًا.
ولكن التاريخ لا يزال يحتفظ باتهامات بهتشلي لأردوغان وحزب العدالة والتنمية التي وجهها لهم خلال المؤتمر الذي نظَّمه حزبه في 3 أكتوبر 2015 بمدينة آلازيغ.
فقد أوضح بهتشلي أن حزب العدالة والتنمية اتفق مع تنظيم حزب العمال الكردستاني بشكلٍ مبدئي، ولم يبق سوى التفاصيل واللمسات الأخيرة قائلًا: “إن أردوغان وعد حزب العمال الكردستاني خلال محادثات أوسلو بالحكم الذاتي.
شهود العيان على ذلك يؤكدون ذلك؛ كما أكَّد الوسطاء أنه قدّم لهم ضمانات بإطلاق سراح الزعيم الكردي المعتقل عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى ضمانات العفو عن مليشياته الإرهابيين”، وأضاف: “إن أردوغان باع الوطن رخيصًا للعمال الكردستاني”.
ووجه لأردوغان خلال خطابه الجماهيري سؤالًا صاروخيًا: “هل تبادلت الرسائل مع عبد الله أوجلان المعتقل؟ هل صدقت على تصريح بخروج عبد الله أوجلان سرا من محبسه في جزيرة “إمرالي” في فترات مختلفة؟ هل تواصلت معه بنفسك؟”.
وقال له أيضًا: “من تلصص على المعلومات السرية الحسَّاسة الخاصة بالدولة التركية؟ من يسيطر على المفاتيح الأمنية لتركيا الآن؟ هل لك يد في تكوين تنظيم المجتمعات الكردستانية (KCK)؟ (الهيئة الإدارية العليا للعمال الكردستاني) هل عرضت على حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطية الكردي النظام الفيدرالي في مقابل النظام الرئاسي؟”.
بعد كل هذه الانتقادات، نجده الآن يؤمن على كل ما يقوله أردوغان! فهل هذا يشير إلى وجود اتفاق سري بينهما؟ والإجابة على هذا السؤال تنحصر في تصريحات نائب حزب العدالة والتنمية عن مدينة أرضروم أورخان دليجوز، عندما اقترح أن يكون دولت بهتشلي مساعدًا (نائبًا) للرئيس أردوغان عقب الموافقة على التعديلات الدستورية الجديدة.
وقال دليجوز: “إن شاء الله ستكون نتيجة هذا الاستفتاء إيجابية لصالح التعديلات الدستورية الجديدة، وسيكون رئيسنا (أردوغان) رئيسًا للنظام الجديد، بينما سيكون دولت بهتشلي نائبًا له”، إلا أنه سرعان ما مسح هذه التصريحات من حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
بالإضافة إلى ذلك، مقال الكاتب الصحفي أحمد تاكان ممثل جريدة “يني تشاغ” في أنقرة المعروف بقربه من التيار القومي، الذي أسنده إلى مصادر في قصر الرئاسة، قال فيها: “إن بهتشلي توصل إلى اتفاقٍ سري مع أردوغان قبيل انتخابات الإعادة في 1 نوفمبر؛ وبحسب هذا الاتفاق سيكون بهتشلي نائبًا لأردوغان”.