أعدّتْ مؤسسةٌ أمريكيّةٌ شهيرةٌ تقريرًا حول التزوير في الانتخابات التركية الأخيرة، وأكدت أن “التزويرات في الانتخابات التركية الأخيرة ليست فردية بل بتنظيم مركزي”، وبحسب الخبر الذي كتبته “دويجو جوفينتش”، الصحفية بجريدة “جمهوريت” التركية؛ فقد أكّد مركز الثنائية الحزبية للدراسات السياسية Bipartisan Policy Center، وهو من المؤسسات الفكرية المشهورة بأمريكا، أنّ الحِيَل التي تم اللُّجوء إليها في الانتخابات المحليّة التي أُجْريتْ في تركيا يوم 30 مارس / آذار المنصرم “ليست تزويرات فردية، بل هي مخُطّطةٌ بشكلٍ مركزيٍّ”، وطالبَ المركزُ الإدارةَ التركيّةَ بدعوة مراقبين دَوْليّين مِنْ أجلِ متابعةِ الانتخاباتِ الرّئاسيّةِ المزمعِ إجْراؤُها في أغسطس/المقبل.
وجاءَ تحذيرٌ في تقريرِ المركزِ حولَ النّتائجِ الّتي ستتمخّضُ عن الشّكوك المتعلّقةِ بصناديقِ الاقتراع بالشّكل التّالي “إذا شعر معارضو أردوغان أنّهم لن يستطيعوا الثّقة أكثرَ في نتائجِ الانتخابات، فسينْتجُ عنْ ذلك تردّي الاستقرار السِّياسي، وحينها ستبْتعِدُ المعارضةُ عن صناديقِ الاقتراع، وسيبتعد عنها المواطنون أيضًا”.
ويرأسُ مركزُ الثنائية الحزبية للدراسات السايسية السفيران الأمريكيان الأسبقان في أنقرة “مورتون أبراموفيتش” و”إيرك إديلمن”. وقد ذكر التقرير، الذي حملَ عنوان “الظّلالُ والشّكوك”، تأثيرات الانتخابات المحلية، ومزاعم الفساد في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومستقبل تركيا بِشْكلٍ عام، وفيما يلي نذْكرُ بعض النّقاطِ البارزة في التقرير:
الحيلةُ ليْستْ في التصويت، بل في فرز الصناديق، وهي نتيجةٌ للعديدِ من المخالفات والإهمالات، والجهل الذي كان موجودًا في مراكز الاقتراع، فهناك شكوكٌ خطيرةٌ حول ما حدث في أثناء فرز الصناديق، ولا داعي للتساؤل عن النّجاح الذي حقّقه حزبُ العدالة والتنمية الحاكم بنصره الكبير في تلك الانتخابات، فالمشكلة تكمن في أنّ المناطقَ التي تعتبر سر تفوق الحزب بشكل كبير، لم يُحقّق فيها الحزبُ النّجاحَ المطلوبَ. كما أنّ هناك خروقاتٌ في الوثائق، وتجاوزات إحصائية تخلق قلقًا كبيرًا مثل وجود صناديق اقتراع غير مختومة في أنقرة؟!.. ذلك أنّ هذه الوقائعَ تُظْهرُ أنّ هناك تخطيطاً مركزياً أكثرُ من كونها بعض حوادث التزوير الفردي.
أكثرُ السِّياسيين المشكوك فيهم
إنّ الشكوك التي تَظْهَرُ في نهاية كلِّ انتخابات تشكّلُ مخاطرَ جادة للغاية في كلِّ مجتمع، وهذه المخاطر كبيرة جدًا في تركيا التي تسيطر عليها حالةٌ قويّةٌ من عدمِ الثقةِ برئيس الوزراء، وحدوث انقسام بين أبناء شعبها. كما أنّ هناك شكوكٌ جديّةٌ تخشى أنْ تزدادَ سُلطويةُ رئيس الوزراء “رجب طيب أردوغان” إذا أصبح رئيسًا للجمهورية.
خطر تقسيم المجتمع
منذُ انتشارِ احتجاجات مُتَنّزه “جزي بارك” في الصيف الماضي إلى اليوم، لا يكتفي أردوغان بالهجوم على أحزاب المعارضة والسياسيين فحسب، بل يستخدم قُوّتَه في سبيل تحريض طائفةٍ من الشّعبِ ضد طائفة الأخرى، وفي نهاية المطاف: فإنّ خطر تقسيم المجتمع التركي يزدادُ بمرور الوقت.
ولقد أشار تقرير المركز الأمريكي إلى أنَّ نِسْبةَ الأصوات الباطلة في الانتخابات في تركيا ارتفعتْ العام الحالي مُقارنة بالانتخابات السابقة، بحيث أكّد أنّ نسبة هذه الأصوات ارتفعت من 2.22% في انتخابات عام 2011 إلى 4.19% في انتخابات العام الجاري.