لقد أفضت العمليات الاستفزازية التي بدأت بقطع الطرق ووصلت إلى حد إنزال العلم التركي إلى نشوب توتر في أرجاء تركيا كافة، في وقت زادت فيه الآمال المعقودة على نجاح مفاوضات السلام التي تجريها أنقرة مع زعماء منظمة حزب العمال الكردستاني. وقد هزّت واقعة إنزال العَلم في منطقة عسكرية التوازن السياسي في البلاد. وفي الوقت الذي حمّلت فيه أحزاب المعارضة مسؤولية هذه الواقعة للحكومة، ألقت هذه الأخيرة باللوم على الجيش.
إن قيام عنصر من عناصر حزب العمال الكردستاني بإنزال العلم التركي في مقر القيادة الثانية للقوات الجوية بمدينة ديار بكر الواقعة جنوب شرقي البلاد، أدى إلى نشوب حالة من التوتر في طول تركيا وعرضها. وقد أحدث هذا الفعل زلزالا في أنقرة، وتناولته الأحزاب السياسية في اجتماعات كتلتها البرلمانية أمس الثلاثاء. وفي الوقت الذي حمّلت فيه أحزاب المعارضة مسؤولية هذه الواقعة للحكومة، ألقت الحكومة باللائمة على قوات الأمن.
وقال “كمال قيليجدار أوغلو”، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، إن رئيس الوزراء “رجب طيب أردوغان” هو المسؤول عن هذه الواقعة. وصرح قائلًا ” لقد أعلنا سابقاً : سينزل العلم، وهؤلاء (مسؤولو الحكومة) سيقفون متفرجين. واليوم غضب رئيس وزرائنا وتسائل كيف ينزل العلم، وتعهد بمحاسبة الجيش، في حين أنه هو من أنزل علم بلادنا”.
وأما “دولت باهتشلي”، رئيس حزب الحركة القومية اليميني المعارض، فقد أعرب عن أعنف رد فعل له في الآونة الأخيرة، حيث قال “إن حكومة حزب العدالة والتنمية أمسكت الدولة من يدها، وأدخلت الجيش والشرطة على وجه الخصوص في دائرة المفاوضات المفرغة عن قصد”.
وتطرق باهتشلي إلى تحقيقات الفساد بمناداته أردوغان بقوله ” يا أردوغان يا صاحب الكنية 17 – 25!” (كناية عن تواريخ تحقيقات الفساد). وتابع “أسألك هل هذه هي طريقتك لإحلال السلام والانفتاح في البلاد؟ فهل إذا نزل العلم وتمزق الوطن سيأتي الحل؟ ليذهب حلّك هذا إلى الجحيم!”.
فيما أوضحت “صباحت تونجيل”، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية ذي التوجه الكردي، في كلمة لها خلال تواجدها بمقاطعة “ليجة” في ديار بكر، أن واقعة إنزال العلم التركي نفذت عمدًا، وأنها تهدف لاستفزاز الرأي العام. وزعمت أن سائر العمليات الأخرى التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني ترمي إلى إقدام المسؤولين في أنقرة على خطوات ملموسة في مفاوضات السلام.