أنقرة (زمان التركية) – اختفى محمد أيدين مالك “جيفتليك بنك” Çiftlikbank الذي احتال على عشرات الآلاف من الأتراك في مئات الملايين من الليرة التركية، وفوجئ المودعون بأنهم تعرضوا لعملية نصب كبرى.
وحينما توجه العملاء إلى مركز الشركة لاسترداد أموالهم فور ورود معلومات تشكك في نوايا الشركة، فوجئوا بأنها أخليت دون أن يشعر أحد، فبادروا بالإجراءات القانونية لاسترداد أموالهم،غير أنه تبين أن مالك الشركة البالغ من العمر 25 عامَا محمد أيدين قد غادر تركيا قبل فترة.
وزعمت شركة “جيفتليك بنك” Çiftlikbank مع بداية تأسيسها أن نقود المودعين لديها ستتضاعف قيمتها في غضون عام، وبإمكان كل عميل مضاعفة ربحه في حال دعا أخرين للإيداع في الشركة.
وكان حفل افتتاح الشركة شهد أجواءً روحانية مليئة بالأدعية وبمشاركة رؤساء البلديات وبيروقراطيين ورؤساء شعب الأحزاب السياسية، وعقب قص الشريط الأحمر خلال حفل الافتتاح أفاد مقدم الحفل الذي كان يلقي الأدعية أن “الكفار كانوا منزعجين منهم خلال المحاولة الانقلابية الغاشمة مطالبا الحضور برفع التكبيرات”.
وتابع مقدم الحفل خلال كلمته قائلا إن تركيا دولة كبيرة يترأسها زعيم عظيم ألا وهو رجب طيب أردوغان الذي يدافع عن مواطنيه كافة داخل تركيا مثلما يدافع عن شرف ومكانة وحيثيات بلاده على الساحة الدولية.
وأضاف أنهم يهتمون بالشهداء مثلما يهتمون بالمواطنين كافة وأن الشهداء حاليا ليسوا بحاجة إلى شيء مفيدا أن تركيا دولة قوية وأنهم يهتمون بالغزاة. مشيرًا إلى أن القدس خط أحمر وأن الدول الكبرى تسعى لإثارة الفتنة في تركيا غير أن جيفتليك بنك تحبط المكيدة التي تدبرها الدول الخمس التي تزعم أنها أكبر من العالم.
وشارك الممثل محمد تشيفيك في حفل وضع حجر الأساس لمنشئات الشركة، حيث تم الإعلان عن الممثل الذي يشارك في مسلسل قيامة أرطغرل مستشارا إعلاميا للشركة.
وزعم تشيفيك في كلمته أن شركة “جيفتليك بنك” Çiftlikbank استثمار من أجل استفادة الشعب.
وخلال حفل وضع حجر الأساس أكثر المتحدثون من المدح والثناء على أردوغان والشهداء والغزاة مع الإشارة إلى أهمية القدس.
لكن الذي حدث أن القائمون على الشركة الذين زعموا أنه سيستثمرون في مجال تسمين المواشي، جمعوا ملايين الليرات من المواطنين، بإغرائهم بعائد كبير، ثم قاموا بسحب النقود من حسابات الشركة وفروا هاربين.
استسلام زوجة أيدين
وبينما تواصل شرطة ساكاريا جهودها للقبض على مدير الشركة محمد أيدين وأعضاء مجلس الإدارة الآخرين، قامت زوجة أيدين وعضو مجلس إدارة الشركة س. أ بتسليم نفسيهما إلى النيابة العامة.
فيما تبين أخيرا أن محمد أيدين الذي اختفى عن الأنظار بعد جمعه 511 مليون ليرة تركية من 77 ألف شخص بصفة مدير شركة “جيفتليك بنك” Çiftlikbank قد هرب إلى دولة أوروغواي. وأنه يعيش في حي من الأحياء الراقية التي يسكن فيها أغنياء البلاد في فيلا فاخرة وله يخت فاخر وسيارة فاخرة من نوع فراري بقيمة 640 ألف دولار أمريكي (ما يعادل مليونين ونصف مليون ليرة تركية).
ليست أول محاولة احتيال على المواطنين
كانت نهاية شركة “جيفتليك بنك” Çiftlikbank التي انطلقت بالأدعية والتكبيرات ومدح أردوغان حزينة بالنسبة لأصحاب الأموال. ولا تعد هذه الواقعة أول نموذج للاحتيال من هذا النوع في تركيا، فقد سبق وأن شهدت تركيا واقعة احتيال فاضل أكجوندوز الملقب بجيت فاضل (فاضل النفاثة).
وكسائر المشاريع المبتدعة بدأ فاضل “النفاثة” مشروعه بالأدعية والتكبيرات وبعد فترة اختفى.
مارس الاحتيال عدة مرات وهرب، وظهر عدة مرات رافعا يده إلى السماء وباشر عمله من جديد.
https://www.youtube.com/watch?v=_ws-NlIIPRM