التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني بنظيره التركي عبد الله جول في زيارة رسمية إلى تركيا، هي الأولى على هذا المستوى منذ 18 سنة، وقال الرئيسان إنه على الرغم من الانقسام العميق في الملف السوري إلا أن هذه الزيارة تأتي ضمن تحسين العلاقات بين البلدين، واصفين الزيارة على أنها “نقطة تحول” في العلاقات بين البلدين.
وتعتبر زيارة الرئيس الإيراني هي أولزيارة رسمية إلى تركيا، على مستوى رؤساء الجمهورية بعد ثمانية عشر عام. حيث التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني بنظيره التركي عبد الله جول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وصاحب الرئيس الإيراني في اللقاء وفد كبير يضم سبعة من الوزراء ومئة رجل من رجال الأعمال. وناقش الطرفان الإرادة السياسية بين البلدين بهدف تحسين العلاقات بينهما بغض النظر عن الانقسامات في وجهات النظر بشأن سياسات الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية.
كما وقّع الطرفان على عشر اتفاقيات في مجالات مختلفة كالمواصلات والجمارك والأمن. وعُقد أول اجتماع لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا وإيران الذي كان من المقرر تأسيسه خلال زيارة أردوغان إلى طهران في شهر يناير المنصرم. وأعرب الرئيسان عن أن كلتا الدولتين تحملان أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية ليس فقط بين البلدين، وإنما في المنطقة كافة.
وتناول المؤتمر سبل تطوير العلاقات التجارية بين البلدين، وأعرب الرئيس روحاني في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي عن أمله بأن تكفل زيارته إلى تركيا تحقيق المصالح الثنائية. وأضاف: “نتطلع لتوظيف الإمكانات التي تتوفر عليها إيران وتركيا بشكل جيد، فضلا عن تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين”. كما تطرق المؤتمر إلى الحرب الأهلية بسوريا، ومستجدات البرنامج النووي الإيراني السلمي مع العراق ومصر.
ولم يقم الرئيس الإيراني بزيارة ضريح مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، وذلك لأن بروتوكولات الزيارة بين البلدين على مستوى الرؤساء لا تتضمن زيارة الأضرحة. ووصف روحاني، خلال حفل الاستقبال الرسمي في قصر “تشنقايه” بأنقرة، دولة تركيا على أنها صديق قديم نتقاسم معه جوانب ثقافية وإنسانية”.
من جانبه، أكد الرئيس التركي أن بلاده تطمح إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين طهران وأنقرة إلى 30 مليار دولار. وقال: “إن تطوير العلاقات بين تركيا وإيران يترك آثاره على المنطقة برمتها”. وأشار إلى أنه بحث مع الرئيس روحاني التعاون بين البلدين على صعيد مكافحة الإرهاب، منوها إلى أن وجهات نظر البلدين متفقة بشأن الكثير من القضايا الدولية والإقليمية.
ولم يتوصل إلى اتفاق بين البلدين بخصوص تقديم تخفيضات للغاز الطبيعي لأنقرة. وصرّح روحاني بأنه أعطى تعليمات لوزير الطاقة للعمل عليه.