تبيّن أن أرقام الهوية الدولية للأجهزة النقالة التي نشرتها جريدة “ستار” على أنها وثيقة إدّعاء “التنصت الموازي” مزيفة. حيث نسيت الجريدة أن تحجب الأرقام الثلاثة الأخيرة على موقعها في الأنترنت كما حجبتها في نسختها المطبوعة. وعند البحث عن رقم هوية جهاز المرحوم “أربكان” على موقع مجمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اتضحأن الرقم غير مسجل.
وتتواصل رياح الكذب للإعلام المقرب للحكومة. إذ أن أرقام الهوية الدولية للأجهزة النقالة لبعض المسؤولين الأتراك رفيعي المستوى لم تكن مسجلة في تركيا.
وعلى سبيل المثال هناك ادعاءات أن الرقم “352558025351110” هو رقم الزعيم نجم الدين أربكان زعيم الفكر الوطني. ولكن من خلال البحث عن هذا الرقم في موقع مجمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعرف على تسجيل الأجهزة النقّالة، تظهر أمامنا “الرقم غير مسجل”. والأمر نفسه حدث مع مسؤولين كبار مثل وزير العدل السابق وآخرين. وهذا يعني أن الأرقام التي جاءت في جريدة “ستار” غير مسجلة في تركيا. وحسب قول جريدة “ستار” التركية فمن المحتمل أن يكون 64 مسؤول رفيع المستوى يستخدم هاتف مُهرّب، أو أن الجريدة تحاول تضليل الرأي العام التركي كما عهدناه من إعلام الحكومة. ولعل إخفاء توقيعات القضاة الذين سمحوا بعمليات التنصت، والذين ذكرت الجريدة أسمائهم وأرقام سجلاتهم يدعونا للشك في أن التوقيعات أيضًا ربما تكون مزيفة.
وتزعم جريدة “ستار” أنها توصلت إلى قرارات التصنت المتعلقة بـ 64 مسؤول رفيع المستوى الذين تصنتت عليهم الدولة الموازية بأسماء مزيفة وجرائم ملفقة. ويُشار إلى أن رئاسة هيئة المخابرات بمديرية الأمن قد طلبت التنصتات الابتزازية التي قامت بها الدولة الموازية بحجة الإرهاب والمخدرات والعصابات. ولكن بمجرد عمل بحث صغير تبين لنا الأكاذيب التي يعج بها الخبر الذي روّجت له جريدة “ستار”. ولكي تضفي الجريدة غموضًا على الخبر خبّأت الأرقام الثلاثة الأخيرة للهوية الدولية للأجهزة النقالة. جدير بالذكر أن الجريدة قامت من قبل بنشر الخبر على صفحاتها؛ حيث أفصحت عن أرقام هويات بعض الأشخاص من خلال تقديمها وثائق تَعرض قائمة الأشخاص الذين تم التنصت عليهم في 30 مايو 2014. الأمر الذي أثار حفيظتنا للبحث عن تلك الأرقام عبر مجمع تكنولوجيا المعلومات، فقد زعموا من قبل أن الرقم المذكور في الجريدة هو رقم هوية “أربكان” إلا أن نتيجة البحث أظهرت أن الرقم غير مسجل. وأجرى البحث نفسه لوزير العدل السابق وكانت النتيجة كسابقتها. وهذا يعني أن الأرقام المذكورة في الجريدة ليست مسجلة في سجلات مجمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركي.
الهوية الدولية للأجهزة النقالة
كل الأجهزة النقّالة تدخل برقم، وهو رقم هوية الهاتف. لا يعمل هذا الرقم إلا من خلال الهاتف الذي يأتي معه. ولكي يتم تشغيل الهاتف وتفعيله في تركيا يقوم صاحب الجهاز أو الشركة المسؤولة بتسجيل الجهاز في مجمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتسمح الدولة باستخدام الجهاز لمدة 15 يومًا إن لم يكن مسجلًا. ثم تأتي رسالة تحذير بإغلاق الهاتف. وهناك أجهزة مستخدمة تباع في أماكن كثيرة لكن يمكن أيضًا البحث عن رقم هويتها من خلال موقع مجمع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.