موسكو (زمان التركية)ــ قال وزير الخارجية تركيا مولود جاويش أوغلو إن بلاده حذرت الولايات المتحدة مرارًا من عدم الوفاء بوعودها في العديد من المسائل.
ودلل “أوغلو” على ذلك بطلب أنقرة تسليم المفكر الإسلامي فتح الله كولن ملهم حركة الخدمة، المتهم من قبل أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة، في حين أن واشنطن دائماً ما كانت تطلب من تركيا أدلة منطقية لإدانة الرجل.
وقال وزير الخارجية التركي بحسب وكالة (الشباب) الإيرانية أثناء اجتماعه مع طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية: “شعب تركيا يتخذ موقفًا سلبيًا من الولايات المتحدة لأنها لا تفي بوعودها وتكذب على الدوام. والعلاقات بين بلدينا وصلت إلى نقطة قطعها. وللحيلولة دون وقوع ذلك ولإنقاذ علاقاتنا، تم إنشاء مجموعات العمل الـ3 في فبراير/شباط الماضي. ووضعنا شرطًا: إذ لم تلتزموا بكلمتكم، لم نعد نصبر على ذلك. ما الفائدة من تمديد تلك العلاقات؟”.
وحسب تصريح وزير الخارجية التركي فإن الأمر يتعلق بتزويد الولايات المتحدة لمسلحي الوحدات الكردية بالأسلحة في سوريا.
وقال جاويش أوغلو: “الولايات المتحدة تزود قوات وحدات حماية الشعب الكردية بالأسلحة، وهذه الأسلحة تستخدم في إطلاق النار على مواطنينا المسالمين”.
وحول عملية “غصن الزيتون” قال وزير الخارجية التركي أنه لا علاقة لها بالعملية السلمية الجارية في سوريا لأن المصالحة لا تشمل الإرهابيين، مضيفا أن تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية ضمن حدودها القائمة.
وقال جاويش أوغلو: “على العكس من ذلك، تهدف غصن الزيتون إلى دعم العملية التفاوضية، إذ نقوم بتطهير الأراضي السورية من الجماعات الإرهابية”.
وأضاف أن أنقرة بإجرائها عملية “غصن الزيتون” العسكرية تحارب كلاً من “داعش” و”جبهة النصرة” وقوات “وحدات حماية الشعب الكردية”، داعيًا إلى عدم تقسيم الإرهابيين إلى “موالين لنا وغير موالين”.
وقال وزير الخارجية التركي: “الوضع في سوريا يتطلب مشاركتنا الواسعة، وليس بوسعنا تجاهل مشاكل اللاجئين. إن مشكلتنا المشتركة تكمن في محاربة الإرهاب ولا يجوز تقسيم الإرهابيين إلى موالين لنا وغير موالين”، مؤكدًا: “الإرهابيون ليس لديهم دين أو جنسية، إنهم خصوم يهددون كلا منا”.
ويعتبر جاويش أوغلو أن الوضع في سوريا بشكل عام لا يزال ينزف، مشددًا على ضرورة مشاركة روسيا وتركيا في الحوار مع سوريا.
وقال: “ثمة مسائل لا تزال تنزف: فالوضع في العراق بدأ بالاستقرار، فيما الوضع في سوريا لا يزال يتطلب مشاركتنا الواسعة ولا نتمكن من فرض القيود على جهودنا المبذولة”، مؤكدًا “نجري حوارًا صريحًا وبناءً مع روسيا على مدار عام ونصف العام تقريبًا ونرى أن هذا الحوار آتى أُكله”.
وأضاف المسؤول التركي: “تمت إقامة مناطق آمنة في سوريا وقمنا بإعادة النظر في أطر علاقاتنا الثنائية لتحويلها إلى مسار أستانا-سوتشي، وتغير الوضع في سوريا جذريا بفضل ذلك. إلا أنه يتعين علينا وقف انتهاكات نظام وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية وإدلب”.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى ظهور ملامح العملية السياسية في سوريا، مشيدًا بدور إيران في ذلك.