أنقرة (زمان التركية) – دعت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في افتتاحيتها الولايات المتحدة والدول الأخرى إلى الاحتجاج على سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واستنكار تحويله تركيا إلى سجن شمولي.
وتناولت المقالة إدانة السلطات التركية 23 صحفيًا يوم الجمعة الماضي بالانتماء لتنظيم إرهابي ونشر تغريدات عن أردوغان، مشيرة إلى أن تركيا التي كانت تسعى في مرحلة ما إلى أن تصبح نموذجًا للاعتدال المستنير، بينما تحولت في الوقت الراهن إلى سجن عملاق.
وأصبح 23 صحفيًا متهمين بالانتماء لحركة الخدمة والمشاركة في الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا صيف عام 2016.
وذكرت الصحيفة في مقالها أن المفكر الإسلامي فتح الله كولن المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية في يوليو/ تموز 2016 أنكر هذه الادعاءات، ودعا إلى تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول الانقلاب، مفيدة أن محامي الصحفيين المدانين يُدعى باريش توبوك ذكر في دفاعه خلال أحدى الجلسات أنه يتوجب تسمية التنظيم الذي يتهم الصحفيون بالانتماء إليه بـ”تنظيم مستخدمي تويتر الإرهابي”،نظرًا لعدم تضمن لائحة الاتهام أسلحة أو قنابل بل مجرد مقالات وتغريدات.
وأشارت الصحيفة في مقالها إلى الحكم على أحد محرري صحيفة زمان التركية، يُدعى علي أكوش، بالسجن 7 سنوات و6 أشهر، لنشره تغريدة عقب فرض الوصاية على الصحيفة ذكر خلالها أنه لا يمكن لأي ديكتاتور إسكات الصحافة.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ المحاولة الانقلابية الغاشمة اتسع نطاق حملة التطهير التي بدأها أردوغان قبل 5 سنوات بحق معارضيه ليتم حبس أكثر من 200 صحفي من الأكراد واليساريين وأفراد حركة الخدمة بتهمة الإرهاب.
ووجهت الصحيفة عبر مقالها رسالة إلى الغرب، أفادت خلالها أن المحاكمات الصورية هذه تعكس مدى ابتعاد تركيا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون، منوهة بأنه يتوجب على الولايات المتحدة والدول الأخرى الاحتجاج واستنكار هذا الوضع على الرغم من تجاهل أردوغان للانتقادات.