أنقرة (زمان التركية) – بناء على تعليمات من السلطات التركية يتم إبلاغ أسماء أفراد حركة الخدمة داخل وخارج تركيا إلى مركز البلاغات التابع للرئاسة التركية.
ولا يقتصر الأمر على مركز البلاغات فقط، حيث يقوم أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الخارج بالإبلاغ عن العديد من أفراد حركة الخدمة، التي صنفتها الحكومة “إرهابية” بعد انقلاب صيف 2016، إلى السفارات التركية في البلدان التي يقطنونها.
وشهد الأسبوع الماضي إبلاغ أحد أنصار أردوغان بمدينة أرهوس، ثاني أكبر المدن الدنماركية، عن أسماء 6 أشخاص إلى المخابرات التركية من بينهم كاتب موقع tr724 حسن جوجوك.
ووجدت الواقعة أصداء كبيرة في الصحافة الهولندية وتناولت صحيفة Berlingske، أحد أكبر الصحف الهولندية، الواقعة بالتفصيل لثلاثة أيام متتالية ونشرت أيضًا نص الأعمال الاستخباراتية المشار إليها.
واستنكر نواب البرلمان الهولندي الواقعة مطالبين وزارة العدل بالتدخل.
وبعد مرور أسبوع كشفت الصحافة الهولندية عن رسالة إلكترونية استخباراتية أخرى، وتمحورت الرسالة هذه المرة حول مدرسة خاصة افتتحها منتمون لحركة الخدمة.
وفي تصريحاته للصحافة الهولندية أفاد نائب مدير المدرسة الدنماركي الجنسية الذي ورد اسمه بين الأسماء الوارد ذكرها في البلاغ يورغن سكاستروب أنه تربوي والمدرسة التي يعمل فيها مؤسسة تعليمية دنماركية ناجحة مؤكدًا أنه من المؤسف أن يشهد عام 2018 ما شهدته ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي.
تجدر الإشارة إلى أن الشرطة الدنماركية لم تأخذ التهديدات والبلاغات التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على محمل الجد. لكن تبين أن السلطات التركية فتحت تحقيقات بحق الأشخاص الواردة أسماءهم في البلاغ.
وعلى خلفية هذا الأمر عكس بيان صحفي حمل توقيع وزير العدل الدنماركي أن السلطات تأخذ الموضوع على محمل الجد، حيث أعلن وزير العدل الدنماركي أنه سيتم فتح تحقيقات بحق 3 أشخاص على خلفية الأعمال الاستخباراتية لصالح تركيا، وأن المخابرات الدنماركية تبحث العديد من الوقائع الاستخباراتية.
وليس من المعروف بعد هوية الأشخاص الذين توجه إليهم تهمة التخابر لصالح دولة أخرى، ويُطالب القانون الدنماركي بحبسهم 6 سنوات.
وأثيرت في الدنمارك كثيرًا تهمة التخابر التي تنص عليها المادة 108 من قانون العقوبات الهولندي، ومؤخرًا استخدمت هذه المادة في عام 2012 ضد عضو هيئة التدريس في جامعة كوبنهاجن على خلفية تجسسه لصالح روسيا.
وتم فصل عضو هيئة التدريس المشار إليه من الجامعة بجانب حبسه لمدة 5 أشهر.
وفي ألمانيا كانت الشرطة داهمت العام الماضي شقق أربعة أئمة يشتبه في قيامهم بأعمال تجسس لصالح الحكومة التركية تستهدف أتباع فتح الله كولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة انقلاب في يوليو تموز.
وبدأ مكتب الادعاء الاتحادي العام الماضي تحقيقًا في عمليات للمخابرات التركية على الأراضي الألمانية بعد أن قدم أحد المشرعين شكوى جنائية.
واتهمت تركيا ألمانيا بإيواء عناصر من حزب العمال الكردستاني وحزب التحرير الشعبي الثوري- الجبهة اليساري المتطرف الذي نفذ هجمات في تركيا. وينفي مسؤولون ألمان ذلك.
وتحقق النمسا كذلك فيما إذا كانت تركيا تدير شبكة من العملاء الذين يستهدفون أتباع كولن على أراضيها عن طريق سفارتها في فيينا.