أنقرة (زمان التركية) – تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تصريحاته التي أدلى بها يوم الجمعة بشأن الحاجة إلى تحديث الإسلام، وقال: “لا نبحث عن إصلاح في الدين. هل من حقنا شيء كهذا؟”.
وألقى أردوغان كلمة خلال حفل افتتاح الأكاديمية السياسية في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يترأسه، حيث أوضح أردوغان أنه ليس من صلاحياته الحديث في هذه الأمور مؤكدًا أنه ليس رئيس الشؤون الدينية.
وتطرق أردوغان في كلمته إلى حركة الخدمة مشيرًا إلى أن المجتمع التركي تحول إلى هذه الحالة عندما تركت رئاسة الشؤون الدينية وأساتذة الإلهيات ساحة الدين إلى الجماعات من أمثال حركة الخدمة.
وزعم أردوغان أن التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام ظهرت باستغلال التقصير في تعليم الإسلام.
وجاءت تصريحات أردوغان عن “تحديث الإسلام” خلال كلمته بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة 8 مارس/ أذار وأثارت جدلاً واسعًا في وسائل الإعلام والصحف التركية والعربية والعالمية.
وتعرض أردوغان بسبب هذه التصريحات لانتقادات عنيفة في الداخل سواء من السياسيين أو التيار الإسلامي، فقد أكد رئيس تكتل نواب حزب الشعب الجمهوري “العلماني” ونائب رئيس الحزب “أنجين آتاي” اعتراضه على التصريحات، مطالبًا أردوغان بضرورة تعديل ما قاله، نظرًا لأن: “تعبير ’تحديث الإسلام‘ يثير جدلاً واسع النطاق. فالتحقيق في صحة الآيات ليس من شأن العباد”.
وكان الكاتب الصحفي التركي عبد الرحمن ديليباك زعم: “إن الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي، وعدا أردوغان بالدعم للوصول إلى السلطة في تركيا قبل سنوات وطلبوا منه في المقابل أن يقوم ب 3 أشياء.” مشيرًا إلى أن أردوغان قام بتنفيذ اثنين من المطالب الثلاثة، وأعلن عن مجيء موعد تنفيذ الثالث أخيرًا، وهو تحديث الدين الإسلامي.
وقال الكاتب الصحفي بجريدة يني آسيا في تغريدة له على موقع تويتر: يقول أردوغان “قائد الأمة”: “لا يمكنكم اليوم تطبيق أحكام الإسلام التي وضعت قبل 14-15 قرنًا من الزمن؛ بل إنها تحتاج إلى التحديث” بكل بساطة، بنما أثار الإسلاميون ضجة كبيرة في عهد الحزب الواحد المعادي للإسلام في خمسينات القرن الماضي بعد أن قال أحد الزعماء “إن أحكام الإسلام هي “قوانين بدوية” ولا تصل إلى عصرنا، وأما الآن فلا تسمع لهم همسًا إزاء الكلام نفسه (إن قاله أردوغان)!