(الزمان التركية) – أكد محرر العلاقات الدولية بصحيفة فاينانشيال تايمز الأمريكية ديفيد جاردنر على ضرورة تعاون تركيا مع الأكراد بدلًا من محاربتهم، لافتًا إلى السياسات التركية الحالية التي تزيد من قوة وسطوة إيران في المنطقة.
فقد شدد الكاتب الصحفي ديفيد جاردنر في مقاله بصحيفة فاينانشيال تايمز على أن تركيا كان بإمكانها أن تكون اليوم في موقع أكثر قوة في المنطقة لو أنها تعاونت مع الأكراد بدلًا من محاربتهم ومطاردتهم، موضحًا أن وتيرة عملية عفرين التي تشنها تركيا في شمال سوريا تزداد سرعة وتوسعًا.
وقال: “إن العملية العسكرية التي سميت بعملية غصن الزيتون تحصل على دعم كبير في تركيا. فلعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وتر القومية، وذلك يزيد من صحة التكهنات التي تتحدث عن أنه سيدعو المواطنين لانتخابات مبكرة لترسيخ حكمه القائم على نظام الرجل الواحد”.
ولفت إلى أن أردوغان كان يفتح مجالات ثقافية وسياسية للأكراد في تركيا محاولًا التأثير على أكراد شمالي سوريا والعراق، قائلًا: “إن هذه الخطوة خطيرة ولكنها شجاعة: فقد كان يحاول أن يوحد الأكراد تحت عباءة الأكراد السنيين المرفهين، من أجل تبطيء تصاعد حلمهم بإقامة دولة في وطنهم كردستان الكبرى”.
وأضاف جاردنر: “فقد كان يوفر مظلة حماية للأكراد السنيين من بغداد في العراق إلى بيروت في لبنان تحت سقف دولة واحدة، في مواجهة التصاعد الشيعي الإيراني في المنطقة. إلا أن مظلة التأثير التي أسستها إيران في المنطقة باتت أكثر قوة”.
وعلق على مساع تركيا التي سعت على وقف عملية الاستفتاء المثير الذي عكف عليه الأكراد من أجل الحصول على انفصال شمال العراق عن طريق استفتاء سبتمبر/ أيلول الماضي، قائلًا: “لقد ظهرت ميليشيات شيعية تتعاون مع حكومة طهران عملت على السيطرة على المناطق الغنية بالنفط مثل كركوك”.
وأشار إلى أن القوات التابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من إيران، استغلت العملية العسكرية التي تشنها تركيا في مواجهة تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا، التي تسعى لاستعادة تلك الأراضي التي فقدتها في شمال سوريا، قائلًا: “فخروج تنظيم داعش من الرقة على يد تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية، يعني كما قال الأكاديمي الفرنسي فابريك بالانتشي إن سيطرة دمشق وبغداد على تلك الأماكن التي كانت تحت سيطرة داعش، يعني دخول إيران إلى تلك المناطق”.
هل تأخرت تركيا؟ نعم غالبًا تأخرت…
وأعاد جاردنر إلى الأذهان التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس السابق لتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمال سوريا صالح مسلم، والتي قال فيها: “لو كانت تركيا قد واصلت تعاونها مع الأكراد، لكان بإمكانها أن تكون أقوى دولة في الشرق الأوسط”.
وقال جاردنر في نهاية مقاله: “هل تأخرت تركيا كثيرًا في إعادة التفكير في ذلك الأمر؟ نعم غالبًا تأخرت… في الواقع تعاون حزب أردوغان “حزب العدالة والتنمية” مع التيار القومي في تركيا، أصبح يومًا بعد يوم يتحول إلى أمر غير معقول بعيدًا عن الحقيقة.
وبالرغم من ذلك، كان أردوغان في فترة من الفترات أحد العلامات المميزة والشهيرة في المنطقة بسبب جمعه بين الإسلام والديمقراطية في نظام سياسي واحد، إلا أن الأكراد أيضًا وجدوا أنفسهم جزءًا من عالم الخيال والأحلام الدولي. فقد نجحوا في الحصول على إعجاب وتقدير العالم من حولهم لما أظهره المقاتلون الأكراد من شجاعة وجسارة في ساحات المعارك، وبخاصة المقاتلات الكرديات، في مواجهة وإيقاف تقدم داعش. وقد كان بإمكان الأكراد والأتراك سويًا أن يكوّنوا تحالفًا قويًا في المنطقة. والفرصة لا تزال بين أيديهم”.