القاهرة – (الزمان التركية): من منطلق الاعتماد على نفسه وتحمل المسؤولية قبل الأوان، وقف الطفل حمزة إسلام، ابن الـ6 سنوات وسط إحدى حدائق القاهرة الجديدة، ليبيع الكتب ضمن مشروعه الخاص، الذي بدأه أمس الأول بعنوان “Hamza Book Store”، مؤكدًا أنه اشترى بعض الكتب من مصروفه الخاص وبعضها الآخر أخذه من مكتبة أسرته.
حمزة الذي نشرَت قصّته جريدة “الوطن” المصرية، رغم بساطة مشروعه الذي يعتمد على “ملاءة سرير” فرشها على الأرض ورصَّ عليها الكتب بأنواعها المختلفة، ولوحة دوّن عليها اسم المكتبة، إلا أن جهاز مدينة القاهرة الجديدة لم يتقبل الفكرة، وطالب “حمزة” بسرعة فض المكتبة والعودة إلى منزله، فالمدينة الجديدة غير مسموح فيها بوجود باعة جائلين يفرشون بضائعهم بطريقة عشوائية: “أنا مؤمن بأن الأفكار سلعة وفي الأول والآخر حبيت أعتمد على نفسي مش أكتر”.. هكذا قال حمزة.
مشروع “حمزة” لا يهدف إلى الربح المادي، بل الثقافي، حسب قوله، فهدفه الأساسي هو تشجيع الناس على القراءة، وتحديدًا الأطفال، لذا وضع أسعارًا مخفضة على الكتب حتى يتيح لهم شراءها بمصروفهم الخاص: “أنا قعدت أول يوم ساعتين، حطيت كرسي وقعدت في الحر جنب الكتب والأمن منعني، هو عبد المأمور بس أنا مابعملش حاجة غلط عشان أتمنع.. أنا مش محتاج فلوس بس محتاج أعتمد على نفسي”.
ردود الفعل حول “مكتبة حمزة”، إيجابية، بعض السكان اقترحوا على أسرته تعميم التجربة في حدائق أخرى بل وطلبوا مشاركة أبنائهم في هذا المشروع الثقافي الصغير: “الناس حابين الفكرة قوي وبيدعموني، المشكلة في الأمن اللي طالب مني تصريح بالبيع في الشارع”.. قالها حمزة لكنه لم يفقد الأمل.