سان فرانسيسكو (الزمان التركية): هناك الكثيرمن الأسباب التى تدفع الشخص للقبول بوظائف بعيدة عن منازلهم تصل إلى أكثر من ثلاثة ساعات فى الطريق إلى العمل.
ومن بين هؤلاء جيسكا باتش التى قبلت وظيفة براتب مرتفع في مجال الإعلانات في سان فرانسيسكو. لرغبتها في التحدي الذي وجدته في هذه الوظيفة وحاجتها إلى دخل كبير لتغطية نفقات علاجها.
ولهذا كان ينبغي على باتش أن تقود السيارة لمدة 4 ساعات يومياً ذهاباً وإياباً، وكانت تقوم بالكثير من الوسائل لتخفيف مشقة و آلام الطريق ،لكنها سرعان ما لم تحتمل هذا الضغط و التوترالذى ألحق ضرر بالغ بجسدها .
وقد أصيبت باتش ( 35 عاماً)، بوجع في المعدة ناتج عن الضغط والإجهاد، وبالاكتئاب أيضا، علاوة على ذلك أُصيبت بتهتك عصبي في أسفل الظهر نتيجة للجلوس لفترات طويلة لقيادة السيارة،وبالتالي قلت انتاجيتها فى العمل وبعد 9 أشهر قدمت استقالتها.
قررت أن تعمل من المنزل حتى وإن كان براتب أقل، وهي تنتظر طفلها الأول في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم، لكن باتش ليست الوحيدة التي تعاني من هذه المشاكل.
أشار ليت جيتلي، مؤلف كتاب “ساعة الذروة” إلى أن 500 مليون مسافر يتعرضون للإجهاد بسبب رحلتهم اليومية إلى العمل و لهذا آثار جانبية على الصحة.
كما أشارت دراسات إلى أن ساعات السفر اليومية الطويلة تعقب الإرهاق، وعادات النوم المتقطع، والعزلة الإجتماعية، وحتى إلى المشاكل العاطفية لأطفالنا. فمن يسافر لمدة 15 ساعة في الأسبوع لمدة 50 أسبوعاً، يفقد نصف ساعة من نومه يومياً.
السفر وفق خطة محددة
قامت مجموعة من الباحثين بإجراء اختبار على 225 موظفاً فى لندن فى وقت سابق من هذا العام ،و تبين أنه كلما زادت المسافة قل شعور الإنسان بالسعادة وازداد تعرضه للإصابة بالأمراض النفسية .إلا إذا تمتعوا بقدر عال من ضبط النفس او القيام بنشاط هادف .
كما يقول الباحث جون جاخيموفيتش، المشارك في كتابة بحث بعنوان “السفر وفق خطة”، يقصد من هم يقومون بنتخطيط ذهنى ليومهم .فالذين يتمتعون بمستوى عال من ضبط بالنفس يخططون لما يقومون بيه و لأثار ذلك الإيجابية على حياتهم و عملهم .)، وهو ما يعني في النهاية شعوراً أقل بالإجهاد والتوتر حسب ما ذكرته الدراسة.
العزلة في المواصلات
يتمتع الذين لا يقودون سياراتهم إلى العمل بالكثير من الوقت الذي يستغلونه فى القراءة ، وتصفح هواتفهم مما يكون له أثرسلبياً من حيث الانغزال عن العالم المحيط .
وكما أشارت شركة “كندا للإحصاء” فإن الأشخاص الذين يتنقلون بالمواصلات العامة يستغرقون وقتا أطول بنسبة 81 % عن السفر باستخدام سياراتهم الخاصة.
وأضاف جيتلي في كتابه “ساعة الذروة” ، أننا مراراً وتكراراً نسافر في ظروف تعتبر غير إنسانية، وخاصة في العواصم مثل طوكيو، وبكين، وموسكو، حيث تعتبر المواصلات العامة من أكثر وسائل المواصلات ازدحاماً في العالم.
و أفاد نيكولاس إيبلي، أستاذ العلوم السلوكية في جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، بقوله “هناك تناقض اجتماعي يحدث كل صباح عندما يلجأ المسافرون إلى العزلة بطريقة خاطئة.حيث يميل الناس إلى الاعتقاد أن الآخرين ليسوا اجتماعيين، ولكن هذا هو مكمن الخطأ عند المسافرين، ويمكن أن يزول هذا بمجرد أن تتحدث مع أحد الغرباء”.
ويضيف إيبلي أن البشر اجتماعيون إلى حد كبير، وهم يرغبون في التواصل مع بعضهم البعض، لكننا نسيئ تقدير هذا الأمر.
وقال المشاركون في الدراسة الأخيرة، التي أجريت عن المواصلات العامة في شيكاغو، إنهم يعتقدون أن %40 فقط من المسافرين قد يتشاركون فى الحوار لكن الحقيقي هو% 100.