إسطنبول (الزمان التركية) – مَنْ قام بمحاولة الانقلاب في تركيا؟ ولصالح مَنْ؟ ولماذا؟.. هذه بعض الأسئلة التي وجهتها وسائل الإعلام العالمية إلى الأستاذ فتح الله كولن في السابع عشر من شهر يوليو/ تموز الجاري عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، التي سارع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكبار المسؤولين في الحكومة التركية إلى اتهامه بالوقوف وراءها.
ونواصل هنا نشر الحوارات واللقاءات التي أجريت مع كولن والتصريحات التي أدلى بها حول هذه المحاولة الفاشلة واتهامه بالضلوع فيها:
السؤال السادس: (المراسل)
تعرض العديد من المنتسبين للخدمة في تركيا للهجوم والمضايقات، ويبدو أن هذا الأمر سيستمرّ بل وتزيد حدّته، فبمَ تنصحون هؤلاء؟ وكيف ينبغي أن يكون موقفهم من هذا الهجوم والمضايقات المتنوّعة؟
الجواب:
أوَّلًا: إنني لا أعرف الكثيرين من هؤلاء الأصدقاء المشار إليهم في السؤال، لكن يمكن أن أقول إن جميع هؤلاء قد رأوا أن مشروعات الخدمة تصبّ في مصلحة الإنسانية فساهموا فيها.. جاءني بعضهم ربما واحد أو اثنين في المائة من هؤلاء وسألني: ما الذي يمكن أن أقوم به؟ هل أفتتح مركزا لتعليم القرآن الكريم أم أبني جامعا أم ماذا؟
العالم كله على علم بهذا الأمر، فقلت لهم:
“أنشئوا مؤسسة تعليمية، فكل شيء مرتبط بالعلم في النهاية، كما أن الجهل والفرقة والفقر يتصدَّرون قائمة المشاكل التي تهدد الإنسانية في كل أنحاء العالم، وإن حلَّ هذه المشاكل كلها يكمن في التعليم، وإنَّ زوالَها يكون على أيدي المتعلمين؛ ولذا فمن الجيّد افتتاح مراكز تعليم القرآن الكريم ومدارس الأئمة والخطباء، ولكن عليكم أن تعملوا في نفسِ الوقت على افتتاح المدارس العلمية الأخرى، فأنا على يقين بإذن الله بأن مشكلة الجهل ستزولُ ولن يبقى لها وجود وستتصالح الإنسانية مع بعضها؛ لأن من يتعلمون تحت سقف واحد لا بد أن تتأسس روح الأخوة فيما بينهم وإن اختلفت مفاهيمهم وأفكارهم.
كان هذا رأيي دائمًا، ومن ثم راح هؤلاء الأشخاص المؤمنون بهذه الآراء ينفتحون منذ ذلك الحين على كل العالم -داخل الوطن وخارجه- بداية من التسعينيات حتى يومنا هذا.
أما دوري في هذه الخدمات فكان ينحصر في الحثّ عليها والتشويق إليها من خلال كرسي الوعظ أو الندوات التي كنت أحاضر فيها أو المقالات التي كنت أكتبها في المجلات المختلفة.. ومن ثمّ قام المتعاطفون مع الخدمة والمؤمنون بأفكاري بإنجاز هذه الخدمات، حيث أدركوا حقيقة الأمر وتأكدوا أن هذه الخدمات ستسهم في تحقيق السلام العالمي والمحبة الإنسانية واحتضان الناس بعضهم البعض.
وأنا لا أتصور أبدًا أن يتراجع هؤلاء بأي حال من الأحوال عما شرعوا فيه من خدمات للإنسانية جمعاء.
ثانيًا: لقد شاهد الجميع على شاشات التلفاز تلك الهجمات الوحشية -سامحوني- التي قامت بها أجهزة الأمن والقضاء على بعض مؤسسات الخدمة ودور الحضانة وبيوت المنتسبين للخدمة، ولكن مع ذلك ما شاهدنا أيَّ رد فعلٍ سلبي تجاه هذه الهجمات من أي محبٍّ للخدمة أو متعاطفٍ معها أو ممن يعمل في هذه المؤسسات الخدمية، بل لم ينبس أحدٌ ببنت شفة، ولم يدخل مع رجال الأمن في مشاكسات أو مخالفات، وإن وقعت حادثة واحدة خلاف ذلك فأروني إياها.
ومن ثمّ فلا يوجد ما أقوله لهم لأنهم يعرفون واجبهم جيّدًا، لكنني أعتقد أنه من المحال بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين آمنوا بالله الذي سيحاسبهم يوم القيامة عما اقترفت أيديهم والذين اقتنعوا بأن هذه الخدمات على صواب وتصبّ في مصلحة الإنسانية؛ أن ينحرفوا عن طريقهم، كما أعتقدُ أنه من ضروب المستحيل أن يتورطوا في مشكلة أو حادثة إرهابية.
كولن يرد على الاتهامات: أرحب بالتحقيق الدولي (1)
كولن يرد على الاتهامات: من دبروا الانقلاب هم المستفيدون منه (2)
كولن يرد على الاتهامات: لا أخشى إلا الله (3)
كولن: لا أتصور تخلي محبي الخدمة عن عطائهم للإنسانية (4)