إسطنبول (الزمان التركية): لايزال الرأي العام التركي يتساءل حول ما إذا كانت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تقوم بتصفية جميع مؤسسات الجماعات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني وتقضي على “المناخ الديمقراطي” للبلاد تماماً بذريعة الحرب ضد ما أسمته “الكيان الموازي”.
وكانت حكومة العدالة والتنمية بادرت إلى إغلاق 15 جامعة خاصة في مختلف المدن، و35 مؤسسة صحية، و1043 ما بين مؤسسة تعليمية وسكن طلابي، و1229 وقفاً وجمعية، و19 نقابة واتحاداً في مختلف المجالات، بما فيها اتحاد القضاة والمدعين العامين، في أعقاب اتخاذ مجلس الوزراء قراراً بإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.
وتبين أن قائمة المؤسسات الخيرية المغلقة بموجب قرارات حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان على خلفية الانقلاب الفاشل تضم ثماني جمعيات تعليمية خيرية تابعة لمجموعة “نورية”تستلهم فكر العلامة بديع الزمان سعيد النورسي وهذه الجمعيات معروفة بقربها من الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان منذ البداية، وتقدم لهما دعما غير مشروط.
وفي تعليق له على الحادثة عبر حسابه في موقع تويتر، ادعى البيروفسيور أحمد أق كوندوز، أحد أبرز أفراد هذه المجموعة، أن إدراج جمعياتهم الخيرية في قائمة المؤسسات الواجب إغلاقها على خلفية الانقلاب الفاشل جاء بتوجيه وطلب من مجموعة من “المنافقين” المحيطين بالرئيس أردوغان ومسؤولي الحكومة، مستبعداً صدور قرار من هذا القبيل من المسؤولين، محذراً في الوقت ذاته من أن الخلط بين الحابل والنابل سيضر بالوحدة والتضامن بين الطرفين.
ووجّه أق كوندوز خطاباً إلى الرئيس أردوغان عبر حسابه على تويتر قال فيه: “سيدي رئيس الجمهورية المؤسسات الخيرية التالية تم وضعها في قائمة المؤسسات الواجب إغلاقها عن طريق السهو والخطأ:
1- جمعية الوطنية والعرفان في أنقرة
2- جمعية “جديز” التعليمية في كوتاهيا
3- جمعية “سيماف فاتح” في كوتاهيا
4- جميعة “سرهات” للتعليم والثقافة في أرضهان
5- جمعية القوقاز للتربية والتعليم في كارس
6- جميعة الهداية للعلوم والثقافة في ماردين
7- جمعية أسودا للتربية والثقافة والتضمان في دياربكر
8- جميعة الثقافة والتعليم والبيئة والصحة في إغدير
كما وجّه أق كوندوز خطاباً آخر إلى رئيس الوزراء وجاء فيه: “سيدي رئيس الوزراء هناك منافقون يخلطون بين طلاب النور وجماعة فتح الله كولن بدعوى أنهم يقرأون الكتب عينها (مؤلفات رسائل النور). فلا تتيحوا لهم الفرصة”.
كما زعم أق كوندوز، المعروف بدعمه المطلق لأردوغان والحكومة منذ البداية، أن هناك عناصر تنتمي للتنظيم الموازي المزعوم من بين المنافقين المشار إليهم، وتقدم باقتراح مثير إلى أردوغان قائلاً: “أرجوكم أن تقوموا بإخضاع كل المتقدمين للتوظيف في القصر الجمهوري لجهاز كشف الكذب”، على حد قوله.
يشار إلى أن البيروفسيور أق كوندوز هو مؤلف كتاب “الدولة العثمانية المجهولة” المترجم للعربية أيضاً ويُعرف في الرأي العام التركي كأحد الأكاديميين المبايعين لأردوغان والداعمين له بشكل مطلق.