(زمان عربي) – استأذن جمال عشاق الصديق المقرب، سابقا، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمتهم حاليا بالانتماء إلى تنظيم إرهابي تحت مسمى “الكيان الموازي” السلطات التركية عبر محاميه للعودة إلى تركيا لكي يموت في بلده لأن مرض السرطان الذي يعاني منه تفاقم وبات يشعر باقتراب أجله لكن كبار المسؤولين في تركيا ردوا عليه قائلين: “لا تعُد! سنعتقلك وستلتقط أنفاسك الأخيرة داخل السجن”.
ونقل الكاتب بصحيفة” يني حياة” (الحياة الجديدة) نظيف آباك في مقاله اليومي ما تعرض له جمال عشاق من ظلم ومعاناة في مرحلة متقدمة من عمره خلال السنوات الأخيرة. وهذا ملخص ما ورد فيه:
لقد حفظ جمال عشاق القرآن الكريم وهو طفل، ويُعرف بكونه أحد رفاق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مدرسة الأئمة والخطباء” التي قصداها سويا، بل يدعوه بـ”الأخ الأكبر”. وهو أيضا شخصية يعرفها بلال نجل أردوغان جيداً. فهم مقربون لدرجة تعارف الأسرة بأكملها مع ابن جمال عشاق. كما أنه كان أحد الشخصيات التي اختارها أردوغان ضمن “لجنة الحكماء” خلال مفاوضات السلام الكردية.
يصارع عشاق مرض السرطان منذ فترة طويلة خارج تركيا، وخلال الآونة الأخيرة أصدرت السلطات التركية مذكرة اعتقال بحقه بدعوى انتمائه للكيان الموازي المزعوم. وفور ظهور إصابة عشاق بالمرض الخبيث، بادر الجميع بالتواصل معه هاتفيا. البعض هرع إلى المستشفى التي يتلقى فيها العلاج، والبعض الآخر أرسل رسائل نصية له. حتى أن بلال أردوغان، نجل الرئيس التركي، قام بالتصال به أيضاً. وكانت هناك ذكريات لماضيه مليئة بالاحترام والتقدير في صوته الذي يغلب عليه الحزن. لكن الشخص الوحيد الذي لم يتصل به كان رفيق دراسته القديم أردوغان!
نال السيد جمال نصيبه من الغضب والظلم الذي تمثل في الحملات العشوائية المنظمة ضد الكيان الموازي الوهمي. دعوا عنكم القيام بتمني الشفاء له في ظل صراعه مع المرض، فإنه رفعت دعوى قضائية ضد هذا الإنسان الرائع بدعوى انتمائه إلى تنظيم إرهابي. وشرعت السلطات التركية بتعقبه كما لو أنه مجرم ومداهمة مساكنه، مما أجبره على مغادرة البلاد والدموع تنهمر من عينيه بعد بلوغه منتصف رحلته العلاجية.
فقام مؤخراً بإرسال خطاب عبر محاميه إلى كبار المسؤولين الأتراك كي يسمحوا له بالعودة إلى وطنه والموت في ربوعه، غير أنهم حذروه مؤكدين أنه سيتم اعتقاله فور عودته وسيلفظ أنفاسه الأخيرة خلف القضبان.
لا تنسوا أبدا أنه سيتم تدوين تاريخ الغدر والمكر في هذا البلد، وسيُذكر السيد جمال في إحدى الصفحات الخالدة لذلك التاريخ. وحينها سيعجز هؤلاء الغدارون عن فعل أي شئ من شدة خجلهم.