تقرير: يوكسل جولبنار
القاهرة (زمان التركية)ــ رأي الكاتب المصري أحمد عادل في مقاله المنشور بصحيفة الأهرام القاهرية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الطامح للزعامة، يتطابق تفكيره مع الزعيم النازي أدلوف هتلر، من حيث استغلال الأطفال سياسيًا، ضاربا المثل بواقعة “الطفلة الشهيدة” التي ضجت مواقع التوصل الإجتماعي في تركيا والعالم بها مؤخرًا.
وجاء في المقال: “الاتجار بالأطفال في جبهات القتال”.. وجه واحد من بين أوجه متشابهة جمعت بين الزعيم النازي أدولف هتلر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
المقاربة بين هتلر وأردوغان فيما يخص “الاتجار بالأطفال” تبدو واضحة إذ ما قارنا جماعة “فتيان هتلر” التي أسسها الزعيم النازي قبيل الحرب العالمية الثانية، بموقف الرئيس التركي مع طفلة مدينة “قهرمان”، حيث شدد – بينما يؤجج نيران الحرب في عفرين السورية عبر عمليته العسكرية “غصن الزيتون” – قائلا :” إن سقطت هذه الطفلة شهيدة سيضعون العلم على نعشها”.
وعبر”ازدواجية التناقض” التي يجيد الرئيس التركي اللعب على أوتارها، وبعد يومين من موقفه مع “طفلة قهرمان” التي دعاها لأن تكون شهيدة في ميادين الحرب، راح أردوغان ينتقد الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، وحسن روحاني، حيث اتهمهما بتسليم “نساء وأطفال” الغوطة الشرقية لقوات الجيش السوري لقصفهما بالكيماوي.
ولكن لماذا اختار أردوغان طفلة وليس طفلاً؟
اختار الرئيس التركي طفلة ليوجه الحديث إليها من بين أطفال ظهروا بالزى العسكري ليلتقطوا صورة تذكارية مع أردوغان، بعد أن وجههم سياسيا برفع “إشارة رابعة”، تماما كما كان “فتيان هتلر” يدفعون أياديهم للأمام بينما يؤدون التحية لـ”قائد الرايخ..هايل هتلر”، لكن هذا يدعو للتفتيش عن مغزى “المرأة” عند أردوغان؟.
جميع الدلائل تشير أن شبح “المقاتلات الكرديات” اللاتي يقاتلن الجيش التركي ضمن صفوف “وحدات الشعب الكردية” في عفرين يمثلن هاجسا كبيرا لدى أردوغان، وكانت قصة إحدى هؤلاء المقاتلات الكرديات “بارين كوبانى” التي تم التمثيل بجثتها من إحدى القوى التابعة لأردوغان بمثابة وصمة عار على جبين قواته العسكرية أمام أنظار العالم؛ و ربما أراد “السلطان” أن يعيد بلورة دور جديد لـ”الحريم” بعيدا عن الخدور والحرملك، عبر إنشاء قوات نسائية مقاتلة على غرار النمط الكردي.
“نوستالجيا تدمير الأجيال” بين هتلر وأردوغان
لطالما استعان الطغاة بالأجيال الصاعدة من الأطفال والشباب على مشاريعهم السياسية التي يصفونها ببعث “القوميات”، بهذه الطريقة أراد الفوهرر أن ينشر مبادئ “فوقية الجنس الألماني” على شعوب الأرض عبر تنظيم “فتيان هتلر” ليمحو آثار الهزيمة التى لحقت بـ”الأمة العظيمة” عقب الهزيمة في الحرب العالمية الأولى، والتي أورثت ألمانيا الذل وضياع الكثير من أراضيها وممتلكاتها عبر اتفاقية الاستسلام في فرساي عام 1919.
كما لا يمكن فصل تنظيم”فتيان هتلر” عن الظروف العائلية المضطربة التي عاشها هتلر في طفولته، ما جعله لا يؤمن بمعنى “الطفولة”، فالكل لابد أن يكون محاربا في نظره من المهد إلى اللحد.
لقد آمن هتلر عقب وصوله إلى سدة الحكم عام 1933 بأن السبيل إلى تثبيت الثورة النازية لعودة ألمانيا يكمن في تثبيت مبادئها لدى الأطفال و الشباب، وفى خضم ذلك، تبعت منظمات مثل “شباب هتلر” و”رابطة فتيات ألمانيا” لسلطة هتلر وحده، بخلاف كل المؤسسات الأمنية والشرطية والمخابراتية التي كانت تتبع رجله الحديدي هاينريش هملر.
بل إن الفوهرر قد أعطى الضوء الأخضر لذراعه الإعلامية جوزيف جوبلز بأن يتصدر هؤلاء الفتيان والفتيات الأفلام الدعائية للرايخ، حتى في أوج هزيمة المانيا النازية، كانت آخر لقطات مصورة لهتلر قرب مقر إقامته فى “وكر الفوهرر” تجمعه بهؤلاء الفتيان الذين اصطفوا لأداء التحية للزعيم المحبوب!.
كانوا حينها يترنمون بنشيدهم الشهير:” قائدي، قائدي الذي منحني إياه الرب. احم و احفظ حياتي مطولاً، لقد خلصت ألمانيا في وقت الشدة، أشكرك على خبزي اليومي، كن معي لوقت طويل، لا تتخل عني، قائدي.. يا قائدي، إيماني، نوري، فليحيا قائدي !.
https://youtu.be/q_81Dh67v3Y