إسطنبول (زمان عربي) – في الثلاثين من أكتوبر/ تشرين الأول 2015 قام مسلحون بتنظيم داعش الإرهابي بقتل صحفيين ذبحًا كانا يعملان في صحيفة “عين الوطن” صوت المعارضة السورية في تركيا.
وما لبث تنظيم داعش أن نشر مقاطع فيديو لتلك الجريمة الدموية. وقد ورد خبر الجريمة في وسائل الإعلام على أنها جريمة عادية في حين أنها كانت أشمل نشاط تجسس نفذه التنظيم الإرهابي في جريمة نفذها.
وبدأ قاتل الصحفيين عضو تنظيم داعش المسمى طالاس السرور في العمل في صحيفة عين الوطن التي تعد الصحيفة المؤثرة للمعارضة السورية بعدما قال إنه هرب من التنظيم.
لم يكن يشتبه فيه أحد لأن عمه كان أحد القادة رفيعي المستوى في الجيش السوري الحر في مدينة الرقة، فضلًا عن أن العديد من أقاربه كانوا أيضًا يحاربون في صفوف هذا الجيش.
واستطاع السرور، خلال فترة ستة أشهر التي عمل خلالها بالصحيفة، أن يرصد جميع هويات الصحفيين الذين يستخدمون الأسماء المستعارة والذين أعلنوا انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها داعش في الرقة.
وتم الكشف عن هوية الصحفية رقية حسن والعشرات من الصحفيين في مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش، وعليه قاموا بقتل الصحفيين بطريقة قطع رؤوسهم.
كما تم الكشف عن المصادر الإخبارية للصحفيين المندسة داخل تنظيم داعش وذلك عبر فحص وتفتيش أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخاصة بهم. وبحسب الأخبار الواردة من مدينة الرقة؛ وتم قتل 80 من أعضاء داعش رميا بالرصاص وحرقًا بعدما اشتبه في أنهم المصادر التي تمد الصحفيين بالأخبار.
ويقول أحمد عبد القادر الأخ الكبير لإبراهيم عبد القادر مدير التحرير بصحيفة عين الوطن المقتول ذبحًا إن عضو داعش الذي قتل أخاه عاد إلى الرقة بعد الجريمة وتمت ترقيته إلى رتبة مدير أمن بالمدينة.
وأوضح عبد القادر أن الكثير من الصحفيين البارزين النشطاء والقادة العسكريين يخافون الخروج من منازلهم بسبب تهديدات داعش، مضيفًا بقوله: “لقد ترك معظمهم أعمالهم التي كانوا يشتغلون فيها بسبب خوفهم من تهديدات داعش. نحن لم نأخذ التهديدات على محمل الجد. فتركيا بها أمن لأنها دولة كبيرة. لكنهم جاءوا من مكان تعذر فيه الأمر على أن تفعل قوات الأمن شيئًا. ذلك لأن أخي قُتل في منزله من قبل أقرب المقربين إلينا”.
وانهمرت الدموع في عين أحمد عبد الله وهو يقول إن طالاس قاتل أخيه نام في منزلهم وأكل وشرب معهم حتى أن أمه كانت تغسل له ملابسه.
وقال عبد القادر إنهم لن ينحنوا أمام التهديدات، مضيفًا: “لدينا 12 شهيدًا من صحيفة عين الوطن المؤسسة لإفشاء مجازر داعش لوسائل الإعلام ومجموعة “الرقة تموت في صمت”. لكننا فزنا في النهاية وكشفنا للعالم مجازر داعش ومن يعينه”.