ليزبورغ، فيرجينيا (أ ب)- هيمن رفض دونالد ترامب نفي التأييد الضمني الذي أعلنه الزعيم السابق لجماعة ” كو كلاكس كلان” العنصرية، ديفيد ديوك، على المشهد قبيل توجه الناخبين الجمهوريين في أحد عشر ولاية أمريكية لصناديق الاقتراع في “الثلاثاء الكبير”.
خصوم ترامب يتدافعون لوقف رجل الأعمال الملياردير من أن يتحول لقوة “لا يمكن وقفها” في سباق 2016 الرئاسي.
حتى مرشحة الحزب الديمقراطي الأبرز هيلاري كلينتون التي حققت لتوها فوزا قويا في ساوث كارولينا، بدأت تهتم بأمره.
عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس تيد كروز وماركو روبيو عضو مجلس الشيوخ عن فلوريدا، واصلا انتقادهما لشخصية ترامب وافتقاره لسياسة محددة في سلسلة هجمات يوم الأحد وهم يسعون لخطب ود الناخبين في أنحاء الجنوب الذين تجري معظم انتخابات الثلاثاء في ولاياته.
روبيو وكروز أقرا بأن الوقت ينفد قبل منع مضيف تلفزيون الواقع السابق من أن يصبح مرشح الحزب الجمهوري المفترض، مع تواصل سباق حشد المندوبين لمؤتمر ترشيح الحزب هذا الصيف.
كان ترامب قد فاز بثلاثة من ولايات التصويت المبكرة، والجمهوريون منقسمون حول احتمال أن يصبح الملياردير المتهور مرشح الحزب.
قال كروز يوم الأحد لمحطة “سي.بي.إس.” التلفزيونية:” لا شك .. إذا خرج ترامب قويا من الثلاثاء الكبير، وفاز في كل مكان بفارق كبير، قد يتحول إلى قوة لا يمكن إيقافها”.
ترامب سئل يوم الأحد على محطة “سي.إن.إن.” عما إذا كان يرفض دعم زعيم كوكلاكس كلان السابق وعناصر الجماعة العنصرية الآخرين بعدما قال ديوك لأتباعه عبر إذاعته هذا الأسبوع إن التصويت ضد ترامب يعادل “خيانة تراثك”.
وقال ترامب “حسنا.. كما تفهمون.. أنا لا أعرف شيئا عن ديفيد ديوك.. حسنا؟ لا أعرف شيئا عما تتحدثون عنه فيما يخص التفوق الأبيض”.
وقال ترامب بعدها إنه لم يسمع أو يفهم سؤال “سي.إن.إن.”.
وسرعان ما رد كروز على موقع تويتر، وقال لترامب:” أنت أفضل من هذا.. ينبغي أن نؤكد ذلك جميعا.. العنصرية خطأ .. كيه كيه كيه (كو كلاكس كلان) بغيضة”.
روبيو ذهب لأبعد من هذا وقال خلال مسيرة انتخابية في فيرجينيا: “لا يمكننا أن نكون حزبا يرفض إدانة (فكرة) التفوق الأبيض وكوكلاكس كلان.. هذا ليس مجرد خطأ.. بل يجعله غير قابل للانتخاب.. كيف لنا أن نوسع الحزب إذا ما رشحنا شخصا لا يتبرأ من كو كلاكس كلان؟”
ترامب لم يزعم دائما أنه لا يعرف تاريخ ديوك، في عام 2000 كتب مقال رأي في صحيفة “نيويورك تايمز” يشرح فيه سبب رفضه فكرة الترشح للرئاسة مدعوما بحزب الإصلاح.
كتب ترامب عن ” جانب خفي” و “عنصر متطرف” في الحزب، وأنهى مقاله قائلا “سأترك الحزب لديفيد ديوك وبات بوكانان ولينورا فولاني.. تلك ليست صحبة أتمنى أن أبقي عليها”.
لدى سؤاله عن القضية اليوم الاثنين، قال ترامب لمحطة “إن.بي.سي.” إنه كان قد أعلن تنصله من ديوك” وتساءل ” كم مرة ينبغي أن أعلن تنصلي من الناس”.
أصداء الجدل حول ديوك تردد دويها في السباق الديمقراطي، إذ كتب عضو مجلس الشيوخ عن فيرمونت السيناتور بيرني ساندرز عبر تويتر :” لا يمكن أن يخلف أول رئيس أسود لأمريكا محرض على الكراهية يرفض إدانة كو كلاكس كلان”.
وأعادت هيلاري كلينتون نشر رسالة ساندرز.
وزيرة الخارجية السابقة تحظى بميزة تنافسية ضخمة بين الأمريكيين من أصول أفريقية، والذين يمثلون جمهور ناخبين ضخم ومؤثر في عدة ولايات من الولايات التي ستجري فيها الانتخابات غدا الثلاثاء.
ترامب بدوره يحظى بهامش تقدم في أنحاء الجنوب، باستثناء ولاية تكساس مسقط رأس كروز، وهو ما يمثل ضغطا هائلا على روبيو وكروز اللذان يحاول كل منهما الصمود أكثر من الآخر.
سخر ترامب من المؤسسة الجمهورية ومن خصومه.
وقال لمحطة “إن.بي.سي.”: مذهل ما يجري” واصفا حملته بأنها “حركة”.